هم المؤامرة… السلاح الذي استخدمه الكيزان لإخفاء ثلاثين عامًا من الجرائم في السودان
أطلق الكاتب والباحث السياسي أواب عزام البوشي تحليلاً نارياً يصف فيه رواية “المؤامرة الخارجية” التي تبنّاها “الكيزان” (جماعة الإخوان المسلمين) في السودان بأنّها لم تكن مجرد شعار، بل هي “أكبر عملية تضليل في تاريخ السودان”، و”مشروع كامل صُمّم لتغطية جريمة كبرى”.
ووصف البوشي، في مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير)، كيف حوّل الإسلاميون “وهْم المؤامرة” إلى أداة لـ “شلّ وعي الجمهور” منذ التسعينيات، بهدف تحويل السودان إلى “ساحة مغلقة، تُدار فيها الصراعات وتُنهب فيها الموارد، بينما يُلقى باللوم على العالم الخارجي”.
ويرى البوشي أنّ القصة الأخطر تتمثل في أنّ الكيزان كانوا في الواقع يفتعلون الأزمات مع دول الجوار، ويرعون مجموعات متطرفة، ويتورطون في عمليات زعزعة الاستقرار، ثم يحوّلون نتائج هذه الفوضى المفتعلة إلى “دليل” على أنّ العالم يتآمر على السودان.
وأكد البوشي أنّ “وهْم المؤامرة” كان الغطاء الذي تمّ بموجبه تمرير جرائم كبرى وإجراءات كارثية؛ منها: تصفية الخدمة المدنية، وإنشاء دولة موازية، وتسخير الجيش لأجندة حزبية، والإخفاء القسري والتعذيب والاغتيالات السياسية، وتهريب الذهب، وعمليات تمويل خارجي مظلمة.
وأشار الكاتب إلى أنّ هذا الخطاب النفسي استثمر في الخوف، وجعل المواطن يعتقد أنّ انتقاد النظام خيانة، وهو ما أدى إلى “تحويل القمع إلى فعل وطني، وتخريب الدولة دفاعاً عن السيادة، وسرقة الموارد على أنّها موقف ضد الاستعمار.”
وحذّر البوشي من أنّ ماكينة التخويف بدأت تستعيد عملها مع استمرار الحرب الحالية، حيث يُعاد إنتاج خطاب المؤامرة ضد أيّ مبادرات جادة للسلام، مثلما حدث سابقاً مع فولكر، ويحدث الآن ضد بولس.
وختم البوشي تحليله برسالة واضحة: “لو أراد السوداني أن يعرف من أين بدأت الكارثة، فإنّه لا يحتاج للنظر خلف الحدود، بل يكفي أن ينظر إلى آثار (30) سنة من الأكاذيب، والتمكين، والخراب الذي حمل اسماً واحداً هو: “وهْمُ المؤامرة.”




