أحداث

هل وراء الدعم العسكري التركي للسودان أطماع اقتصادية وسياسية؟


كشفت صحيفة (واشنطن بوست) تورط تركيا في إدخال السلاح إلى الأراضي السودانية عن طريق شركة (بايكار)، وهي شركة تركية رائدة في تصنيع الأسلحة يملكها صهر الرئيس أردوغان، سلجوق بايراكتار، ببيع أسلحة هجومية إلى نظام الصناعات الدفاعية السوداني (DIS)، وهو وكالة المشتريات العسكرية السودانية؛ وبهذا فإنّ شحنات (بايكار) إلى القوات المسلحة السودانية تنتهك العقوبات الأمريكية والأوروبية. 

وفي تعليق المحلل السياسي هشام النجار في حديثه مع (الحل نت) على مسألة وصول السلاح التركي إلى السودان، وهذا على عكس الدور التركي المعلن عنه بزعم أنّها تسعى لإحلال السلام وإنهاء الحرب الأهلية، قال: “تركيا تضررت كثيرًا من الثورة ضد نظام البشير، ومن مصلحتها استعادة الإسلاميين السلطة لمواصلة ما بدأته مع نظام الإخوان، ولذلك فهي تتماهى مع مخطط الجماعة للانقلاب على الثورة وعدم تمكين المدنيين الذي نتجت عنه الحرب الدائرة بكل حمولاتها وخلفياتها وتسليحها والدفع باتجاه استمرارها إلى حين إعادة الإخوان للسلطة والالتفاف على مكتسبات ومطالب الثورة”.

ووفق الصحيفة ذاتها، سعت تركيا إلى التوسط بين الفصائل السودانية المتحاربة. فقد قدم أردوغان مبادرات لإنهاء الصراع من خلال محاولة تعزيز الحوار بين كلٍّ من الفريق أول برهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلا أنّه وبشكل صريح لا يمكن الوثوق في أردوغان ومحاولته الظاهرية.

ونشر السفير التركي لدى السودان، فاتح يلديز، على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاركته في الاحتفالات بانتصار القوات المسلحة السودانية، ممّا يشير إلى انحياز أنقرة الواضح لقوات الفريق البرهان. وهذا يتماشى مع تدخل تركيا في السودان واستراتيجيتها الإقليمية القديمة، كما يتضح من تدخلاتها في ليبيا وإثيوبيا وسوريا.

ويرى النجار أنّ تركيا مستفيدة من الحرب في السودان، قائلًا: “بالمنطق وعبر تأمل تسلسل الأحداث، فإنّ تركيا تضررت كثيرًا من الثورة، لأنّها أنهت حكم نظام أقامت معه اتفاقيات جائرة كانت بموجبها تفرض وصايتها على طرف ضعيف لاستنزاف ثروات البلد الغني زراعيًا والغني بالموارد وصاحب الموقع المتميز على البحر الأحمر، وبدون شك فهي مستفيدة من الحرب التي حالت دون المضي في طريق التحول إلى الديمقراطية، وتهميش النظام القديم والتمكين للقوى المدنية”.

وتتمثل الأطماع التركية في السودان في عدة جوانب رئيسية: الاستثمارات الاقتصادية، والوجود العسكري، وتعزيز النفوذ الإقليمي.

وأضاف النجار: إنّ سطو تركيا على بعض موانئ السودان الاستراتيجية واحتلالها مثل ميناء سواكن أثناء حكم جماعة الإخوان بزعامة البشير، يعبّر عن استعمار مقنع يستفيد من خلاله النظام التركي من المحاصيل والثروة مقابل إضفاء الشرعية على حكم الإخوان المرفوض شعبيًا”.

وينهى النجار حديثه قائلًا: “أرجح أن تكون تركيا تلعب دورًا سلبيًا من أجل استمرار الصراع بهدف منع التحول الديمقراطي وعدم اكتمال مسار تهميش الإخوان والإسلاميين، وهو الذي حال دون استمرار الوصاية التركية على السودان”.

إنّ فرض السيطرة على السودان من تركيا هو حلم تركي قديم، وربما ترى أنقرة أنّه حان الوقت لتحقيقه؛ فأنقرة تريد أن يكون السودان بوابة تركيا نحو أفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى