أحداث

هل تستغل إثيوبيا الأزمة الداخلية في السودان؟


في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب في السودان منذ نحو 3 أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، تواصل إثيوبيا مخططاتها باتجاه إنجاز مهمة الملء الرابع لسد النهضة المقررة في يوليو.

وكانت تقارير تحدثت عن ارتفاع منسوب مياه سد النهضة بمعدل 100 مليون متر مكعب يوميًّا.

وجاء ارتفاع منسوب المياه نتيجة الأمطار التي بدأت بالهطول هذه الأيام. والتي تتزامن مع قرب بدء موسم الفيضانات وموعد تنفيذ مخطط الملء الرابع للسد، والذي سيستمر حتى سبتمبر المقبل.

وقال المختص بالموارد المائية والجيولوجيا في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إن “إثيوبيا تستغل المعارك في السودان لتسريع الملء الرابع لسد النهضة”.

وأضاف في تصريحات نقلتها “فرانس 24” في وقت سابق أن “السلطات الإثيوبية تواصل الملء وأعمال البناء فيه”، مشيرًا إلى أن “لا شيء سيوقفها في ظل الوضع الأمني الهش في السودان”.

وخاض كلٌّ من مصر والسودان مباحثات حثيثة مع إثيوبيا حول سد النهضة الذي ترى الخرطوم والقاهرة أنه يشكل تهديدًا لأمنهما المائي، لأنهما دولتا مصب لنهر النيل الذي أقامت السلطات الإثيوبية السد عليه داخل أراضيها.

وكان خبراء مصريون حذَّروا، خلال الفترة الماضية، من استغلال إثيوبيا الأزمة الداخلية في السودان وإنهاء مهمة الملء الرابع للسد بعيدًا عن الأنظار.

وقبل بدء الحرب في السودان أعلنت إثيوبيا أنها انتهت من بناء 90 في المئة من السد.

وقال وزير الري المصري، هاني سويلم، في وقت سابق بمقر الأمم المتحدة في نيويورك “إن عملية البناء والملء والشروع في تشغيل سد النهضة تستمر من جانب أحادي بما يشكل خرقًا للقانون الدولي، ويمكن أن تشكل خطرًا وجوديًّا وكارثيًّا على نحو 150 مليون شخص”.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية مصرية “إن التعنت الإثيوبي حال دون الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة، وإن القيادة والمؤسسات المصرية قادرة على اتخاذ إجراءات تحمي الأمن المائي المصري”.

وأضاف أنه ليس واردًا لجوء مصر لمجلس الأمن مرة أخرى في هذه المرحلة للتفاوض حول هذا الملف.

 

الخبيرة في الشؤون الأفريقية، نجلاء مرعي، قالت في تصريحات سابقة “إن إثيوبيا تستغل الأحداث المضطربة”، مضيفة أن مصالح السودان ومصر حيال ملف سد النهضة مشتركة.

وقالت: “لا يمكن التعويل الآن على السودان في اتخاذ موقف موحد ومتماسك؛ ما سيؤدي إلى حضور إثيوبي إقليمي على حساب السودان، ويزيد من تعقيد الأمور في ملف سد النهضة، ويرفع مستويات المواجهة”.

وتقدَّر حصة كل من مصر والسودان سنويًّا من مياه النيل بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي؛ ما يعني أن للخرطوم والقاهرة مصالح مشتركة حيال حل إشكالية التحديات التي يواجهانها بإجراءات إثيوبيا بسد النهضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى