تحقيقات

هدايا إيران القاتلة.. مسيّرات وصواريخ نوعية بيد الجيش السوداني


التزامن مع كشف تقارير صحفية عن وصول شحنات متتابعة من الأسلحة الإيرانية المتنوعة إلى الجيش السوداني، يقرأ مراقبون توجّه طهران نحو الخرطوم على أنه محاولة لتعويض تساقط أذرعها في المنطقة، من حزب الله في لبنان إلى جماعة الحوثي في اليمن.

وكان النظام الإيراني كثّف من تزويد الجيش السوداني بأسلحة نوعية. فقد ذكر تقرير سابق لوكالة “بلومبرغ”، أن إيران تدعم قوات الجيش السوداني بالأسلحة والطائرات المسيرة.في الوقت الذي تسعى فيه طهران وحليفتها موسكو إلى إنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر.

وأفاد التقرير حينها أن إيران سلمت أسلحة لقوات الجيش السوداني وزودتها بالطائرات المسيرة، لمنح طهران موطئ قدم في المنطقة، وهو ما يتطابق مع ما كشفه تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران عرضت على السودان اتفاقية تتضمن سفينة حربية، مقابل قاعدة دائمة. 

طائرات مُسيّرة من طرازي “أبابيل-3” و”مهاجر-6″، وهما طرازان معروفان بقدراتهما الاستطلاعية والهجومية، وصواريخ “الصاعقة-2” المضادة للدروع. وغير ذلك من أسلحة سلّمها الحرس الثوري الإيراني للجيش السوداني، وسبق أن زوّد بها أذرعه في لبنان واليمن.

وخاضت تلك الأذرع، حزب الله والحوثي تحديدا، حربا مرهقة مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبينما يفاوض حزب الله على نزع سلاحه. تتلقى جماعة الحوثي في اليمن ضربات أمريكية غير مسبوقة، تهدد وجود “سلطة الأمر الواقع” التي أقامتها في العاصمة صنعاء.

ويعتقد مراقبون أن الخسارة الإيرانية في اليمن “أشد فداحة” من أي مكان آخر يمتد إليه نفوذ طهران، نظرا للموقع الاستراتيجي على الشاطئ الآسيوي من البحر الأحمر. ولتعويض “الخسارة المحتملة” سارعت طهران لبناء جبهة نفوذ بديلة على الجانب الإفريقي. ما يعطي طهران فرصة ذهبية للسيطرة أو التأثير على حركة الملاحة الدولية، واستخدامها عند الضرورة كورقة ضد الغرب.

وتحاول طهران، تكرار تجربة اليمن في السودان بحذافيرها. عبر دعم “مؤسسة رسمية” ثمّ تسليحها وإدماجها إلى أن تتم السيطرة بنفوذ كامل على القرار في تلك العاصمة، وهي صيغة كان مسؤول إيراني سابق قد كشفها علنا، عبر التباهي بأن طهران تسيطر على 4 عواصم عربية. حينها قال حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات السابق، إن “الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود، وهي لكل الشيعة”.

حلم قديم

وتعدّ أفريقيا حلما إيرانيا قديما يمتد إلى عقود لأسباب سياسية واقتصادية وأيديولوجية. وترى طهران أن لا فرصة مواتية لتحقيق هذا الحلم أكثر من الفوضى السياسية والعسكرية التي يشهدها السودان منذ عامين، عندما أراد الجيش الاستئثار بالسلطة. والعودة عن كل الوعود بتسليمها إلى حكم مدني. 

ولا يعد الإمداد العسكري السخي الذي تقدّمه إيران للجيش السوداني، الوسيلة الوحيدة لخلق موطئ قدم في الأرض الاستراتيجية، فتقارير صحيفة سابقة كانت أشارت إلى وسائل أخرى. أبرزها التعليم، حيث أنشأت طهران في سنوات سابقة مدارس وجامعات في السودان بهدف نشر المذهب الشيعي وتعزيز ارتباط هذه المجتمعات بإيران، وتعميق النفوذ عبر “أسلحة ناعمة”.

وتجد المساعي الإيرانية، المسلحة والناعمة، تجاوبا على الجانب السوداني يتمثل بارتباط تاريخي بين الإخوان وإيران، في كثير من المحطات التاريخية. خصوصا في بدايات مشروع الولي الفقيه في ثمانينيات القرن الماضي، والصعود القوي لشخصية المرشد روح الله الخميني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى