تسريبات

هجمات المسيّرات تزلزل الخرطوم: مقتل اللواء أبو عبيدة وإصابة قيادات عسكرية رفيعة


واصلت تداعيات الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة في السودان، لتسجّل تطورًا نوعيًا وخطيرًا تمثل في مقتل اللواء أبو عبيدة، مدير الأمن العسكري الجديد ونائب مدير الاستخبارات العسكرية، خلال الاستهدافات الأخيرة التي طالت العاصمة ومحيطها. كما أسفرت الضربات عن إصابة ثمانية ضباط كبار بجروح متفاوتة، ما اعتبر ضربة موجعة لهرم القيادة العسكرية في البلاد.

مقتل قيادي بارز

اللواء أبو عبيدة كان قد تولى مؤخرًا إدارة ملف الأمن العسكري والاستخبارات، في محاولة لإعادة تنظيم المؤسسة الأمنية والعسكرية لمواجهة التحديات المتصاعدة. ويُنظر إلى مقتله على أنه خسارة كبيرة للجيش السوداني، كونه من أبرز القادة الذين لعبوا دورًا في التخطيط لمواجهة قوات الدعم السريع، خصوصًا على الصعيد الاستخباراتي.

تصعيد متزامن مع استهداف البنية التحتية

تأتي هذه الخسارة البشرية الكبيرة بالتوازي مع الهجوم على مصفاة الجيلي النفطية، التي تُعد ركيزة أساسية في قطاع الطاقة السوداني. ويشير توقيت الضربتين إلى أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على ضرب رأس القيادة العسكرية من جهة، وشلّ الاقتصاد الوطني من جهة أخرى، ما يجعل الجيش في موقف حرج داخليًا وخارجيًا.

ارتباك داخل المؤسسة العسكرية

إصابة ثمانية من كبار الضباط بالتزامن مع مقتل أبو عبيدة تعني أن الجيش يواجه الآن فراغًا قياديًا خطيرًا، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الميدانية. هذا الارتباك قد ينعكس على قدرة القيادة العامة على اتخاذ قرارات استراتيجية، ويُضعف من الروح المعنوية للجنود على الأرض.

معركة رسائل ومعنويات

يرى محللون أن هذه الهجمات لم تكن مجرد عمليات عسكرية، بل رسائل معنوية وسياسية في آن واحد. فاستهداف المصفاة يبعث برسالة إلى الشارع السوداني مفادها أن الجيش غير قادر على حماية شرايين الاقتصاد، بينما مقتل أبو عبيدة يوجّه رسالة مباشرة إلى المؤسسة العسكرية بأن قياداتها ليست بمأمن من الضربات.

انعكاسات خطيرة على المشهد السوداني

  • أمنيًا: خسارة القيادات تعني تراجع قدرة الجيش على ضبط إيقاع المعركة.

  • اقتصاديًا: تهديد قطاع الطاقة قد يدفع البلاد إلى أزمة وقود وكهرباء.

  • سياسيًا: استمرار الضربات قد يُعمّق الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية ويضعف موقفها في أي تسويات مقبلة.

يدخل السودان اليوم مرحلة جديدة من الحرب، حيث لم تعد الضربات الجوية مجرد استهداف لمواقع ميدانية، بل تحولت إلى حرب مركبة تضرب الرأس والاقتصاد معًا. مقتل اللواء أبو عبيدة ليس حدثًا عادياً، بل نقطة تحول قد تعيد رسم ميزان القوى داخل البلاد، وتفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا في مستقبل الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى