موجة نزوح جديدة من كردفان.. شمال أوغندا تستقبل آلاف اللاجئين السودانيين

أكد عامل في المجال الإنساني أن نحو آلاف النازحين من إقليم كردفان، الواقع في غرب السودان، قد وصلوا إلى مخيم شمال أوغندا، هربًا من الصراعات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية. وأوضح أن حوالي 500 عائلة قد نزحت من الإقليم نتيجة للاشتباكات المسلحة وتقدم قوات الدعم السريع إلى مناطق مثل النهود والحمادي والخوي والدبيبات، حيث عبر هؤلاء النازحون الحدود إلى جنوب السودان قبل أن يتوجهوا إلى أوغندا.
وأشار العامل الإنساني وفق منصة الترا سودان إلى أن الآلاف من هؤلاء النازحين قد وصلوا إلى مخيم نيو مانزي في شمال أوغندا، ومن ثم تم نقلهم إلى مخيم كرينادانقو، الذي يستضيف حوالي 70 ألف لاجئ سوداني. وأكد أن مفوضية شؤون اللاجئين تعمل على تسجيل الفارين الجدد من النزاع في السودان، مع التركيز على أولئك الذين فروا من إقليم كردفان بسبب القتال المستمر.
كما نبه العامل إلى أن الآلاف الذين وصلوا إلى المخيم في شمال أوغندا سيواجهون تحديات إنسانية كبيرة نتيجة نقص التمويل الدولي. وأغلب هؤلاء النازحين ينتمون إلى مجتمعات منتجة، وقد اضطروا لترك مناطقهم بسبب الحرب، مما يزيد من تعقيد أوضاعهم الإنسانية ويعكس الحاجة الملحة لتقديم الدعم والمساعدة لهم في هذه الظروف الصعبة.
سيطرت قوات الدعم السريع في مايو 2025 على عدد من المدن في جنوب وغرب كردفان، بما في ذلك الدبيبات والنهود والخوي والحمادي. هذه السيطرة أدت إلى توقف الحياة العامة في تلك المناطق، مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من السكان، سواء إلى داخل البلاد أو خارجها. الوضع الإنساني في تلك المناطق أصبح مأساويًا، حيث فقد الكثيرون منازلهم وسبل عيشهم، مما زاد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة.
في الشهر الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجمات على مناطق أخرى في غرب وجنوب كردفان، مما أدى إلى تفاقم أزمة النزوح. وفقًا لمصادر إنسانية، فإن هذه الهجمات دفعت العديد من السكان إلى الفرار نحو مدينة الأبيض، التي تُعتبر عاصمة شمال كردفان. هذا النزوح الجماعي يعكس حالة من الفوضى والقلق التي يعيشها المواطنون، حيث يسعون للبحث عن الأمان والملاذ في ظل تصاعد العنف.
تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة، حيث يواجه النازحون تحديات كبيرة تتعلق بالوصول إلى المساعدات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية. المنظمات الإنسانية تعمل بجد لتقديم الدعم، ولكن الظروف الأمنية الصعبة تعيق جهودها. في ظل هذه الأوضاع، يبقى الأمل في تحقيق السلام والاستقرار بعيد المنال، مما يزيد من معاناة السكان الذين عانوا طويلًا من النزاعات المستمرة.
