أحداث

من يحسم الصراع داخل المؤسسة العسكرية؟ سيناريوهات الانقسام في الجيش السوداني


تعرّض الجيش السوداني خلال الأسابيع الماضية إلى ضغوط دولية وانتقادات حقوقية حادة، بعد الانتهاكات الواسعة. التي ارتكبها في المعارك الأخيرة في الخرطوم ودارفور، وهو ما صعّد من حدة الخلافات بين قيادات الجيش، ومع الحلفاء من الميليشيات الإخوانية. 

وتجدّدت المعارضة داخل الجيش السوداني رفضًا للنفوذ الإخواني، خصوصًا بعدما كانت تقارير حقوقية اتهمت ميليشيات إخوانية بارتكاب انتهاكات مروعة في الخرطوم .ودارفور شملت إعدامات ميدانية وتنكيلًا بالمعتقلين؛ ما قد يُنذر بعودة “الاغتيالات الغامضة” التي عبّرت في وقت سابق عن عمق الخلافات.

وبحسب تقارير صحفية سودانية، فقد تصاعدت مؤخرًا حدة الخلافات بين قادة الجيش بسبب تنامي نفوذ الحركة الإسلامية والتي تدعم قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان. فيما تبدي أوساط قلقها من أن يؤدي توسع النفوذ الإخواني إلى غضب شعبي مماثل لما شهدته السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المعزول، عمر حسن البشير. 

وواجه نظام البشير “الإخواني” احتجاجات شعبية واسعة في 2018. سرّعت من عزله في 2020، وهو مصير يخشاه البرهان الذي يتهمه خصومه داخل الجيش، بالخضوع للمدّ الإخواني. بل وتسهيل عودته إلى الجيش، ثمّ إلى السلطة.

وحذرت أوساط في الجيش من خطر “انفلات” داخل المعسكرات، مع رصد شعارات “متطرفة” في إشارة إلى عناصر إخوانية من أنصار الرئيس المخلوع، البشير

ويشير تصاعد هذه الخلافات إلى “تصدع” في عقيدة الجيش. التي باتت منقسمة أيدولوجيًا بشكل حاد وواضح، بين تيار إخواني متشدد “يغزو” المعسكرات، وقوى علمانية وقومية. تتصارع على النفوذ والسيطرة، مع غياب أي مشروع سياسي أو عسكري موحد.  

ويرى مراقبون بأن الخلافات داخل الجيش السوادني، مع استمرار الحرب. تؤكد أن النزاع الذي بدأ على السلطة قبل عامين بين مكوّنين مختلفين. تشعّب إلى صراع أعمق تُديره من خلف الكواليس جماعة الإخوان، مع تغلغلها داخل مفاصل الجيش الذي بات يواجه نُذر احتراب داخلي.

وتُتهم الحركة الإسلامية بالسيطرة على مراكز القرار داخل الجيش. وتوجيه العمليات من خارج التسلسل القيادي الطبيعي. وكانت تسريبات صوتية متداولة لتوجيهات عسكرية صادرة من كتائب البراء، وهو جناح عسكري مرتبط بالإسلاميين، دون تنسيق مع القيادة العامة. أجّجت المطالب بـ “تنقية” الجيش من النفوذ الإخواني.

إذ كشفت تلك التسريبات الصوتية التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم التدهور التنظيمي داخل الجيش السوداني، مظهرة تعدد مراكز القرار. وتمرد بعض الضباط على التعليمات، خاصة في مناطق أم درمان وشندي.

وكشفت التسريبات سيطرة كتائب البراء بالكامل على الهجمات الجوية، وتهميش الضباط النظاميين في التخطيط الميداني. ما يكشف عن جهود إخوانية استباقية خوفًا من خسارة النفوذ داخل الجيش، خصوصًا لصالح ميليشيا درع السودان المقربة من الاستخبارات العسكرية، وقائد الجيش.

وكانت الميليشيات الإخوانية داخل الجيش خاضت سجالًا إعلاميًا مع ميليشيا درع السودان. بعدما حاول كل طرف تقديم الآخر كبش فداء من خلال تحميله مسؤولية المجازر التي وقعت في ولاية الجزيرة بعد دخول الجيش السوداني إلى مدينة ودمدني.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. ووسائل إعلام مرتبطة بالحركة الإسلامية السودانية، تقارير وفيديوهات تتهم ميليشيا درع السودان بارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى