أحداث

من العدالة الدولية إلى الشارع الدارفوري.. كوشيب يعيد ملف الحرب للواجهة


أعلنت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في السودان، عن انطلاق مسيرات سلمية واسعة في عدد من مخيمات إقليم دارفور، شملت “كلمة، عطاش، الحميدية، خمسة دقائق، نيرتتي، طويلة، سورتوني، قولو، وكساب”، وذلك تعبيرًا عن دعم النازحين لقرار المحكمة الجنائية الدولية بإدانة المتهم علي كوشيب بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم.

وقالت المنسقية في بيانها إن هذه المسيرات تأتي في لحظة فارقة من تاريخ العدالة في السودان، حيث خرج الآلاف من النازحين واللاجئين في تظاهرات سلمية رافعين لافتات تُطالب بضرورة تحقيق العدالة الكاملة وإنصاف الضحايا الذين عانوا من الانتهاكات البشعة خلال سنوات الحرب في دارفور. وشدد البيان على أن إدانة كوشيب تمثل خطوة مهمة نحو محاسبة كل من تورط في الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين العزّل، لكنها ليست النهاية، بل بداية لمسار طويل نحو العدالة الشاملة.

وأكدت المنسقية أن المشاركين في الاحتجاجات عبّروا عن ارتياحهم للقرار التاريخي للمحكمة الجنائية الدولية، معتبرين أنه بمثابة “انتصار رمزي لضحايا دارفور الذين ظلوا ينادون بالعدالة منذ أكثر من عقدين”. كما جددت المنسقية دعوتها للمجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، لبذل مزيد من الجهود من أجل ضمان محاكمة جميع المتورطين في جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والاغتصاب الجماعي التي شهدها الإقليم.

وفي هذا السياق، طالبت المنسقية المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي بممارسة كافة أشكال الضغط السياسي والدبلوماسي على الحكومة السودانية من أجل تسليم بقية المطلوبين للعدالة، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزير الدفاع الأسبق عبدالرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، الذين ما زالوا مطلوبين بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.

كما شددت المنسقية على أن تحقيق العدالة لا يمكن أن يكتمل إلا بمحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم، بغض النظر عن موقعه أو صفته السياسية أو العسكرية، مؤكدة أن الضحايا وأسرهم لن يتنازلوا عن حقهم في القصاص العادل.

واعتبرت المنسقية أن هذه المسيرات السلمية تعبّر عن وعي متزايد لدى النازحين واللاجئين بحقوقهم القانونية والإنسانية، وعن إصرارهم على المضي في طريق العدالة، رغم الظروف المعيشية القاسية التي يواجهونها داخل المخيمات، من نقص في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

وختم البيان بالتأكيد على أن قضية دارفور ستظل حاضرة في ضمير العالم ما لم تتحقق العدالة الكاملة للضحايا، داعية المجتمع الدولي إلى عدم غض الطرف عن معاناة الملايين من النازحين واللاجئين، والعمل على ضمان محاكمة جميع المسؤولين عن الجرائم التي هزّت الضمير الإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى