أحداث

معارك عنيفة في “ود مدني” وفرار للنازحين


فرّ مواطنون من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في السودان نحو المدن القريبة، بعد المعارك التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على تخوم المدينة من الجهة الشرقية.

وأفاد شهود عيان بأن حركة نزوح المواطنين استمرت طوال اليوم، خصوصًا سكان الأحياء الشرقية للمدينة الذين ذهبوا شرقًا، في حين توجه آخرون صوب مدينة “سنار” في الاتجاه الجنوبي.

وأشار الشهود إلى إغلاق المتاجر والأسواق في ود مدني، كما أغلق الجيش جسر حنتوب داخل المدينة، الذي يربط بين شرقها وغربها.

من جهته، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “تعليق عمل جميع البعثات الميدانية الإنسانية داخل ولاية الجزيرة ومنها، اعتبارًا من اليوم الجمعة 15 ديسمبر وحتى إشعار آخر”.

وقال المكتب، في بيان إن تعليق عمل البعثات الإنسانية سببه القتال الذي اندلع، الجمعة، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في ضواحي ود مدني بولاية الجزيرة.

وأكد البيان أن المدينة كانت بمثابة مركز للعمليات الإنسانية منذ اندلاع القتال في أبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

فلول النظام البائد أهداف مشروعة

وكانت قوات الدعم السريع طمأنت، في بيان على منصة “إكس”، المواطنين بولاية الجزيرة، خاصة في مدينة ود مدني، بأن هدفها هو دك معاقل ما وصفتها بـ”فلول النظام البائد الإرهابية التي تمثل أهدافا مشروعة لها”.

وقال البيان إن “قوات الدعم السريع مصممة على اجتثاث جذور التطرف والإرهاب المتمثلة في فلول النظام البائد وعناصرهم في القوات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار البلاد والمنطقة”.

ردود أفعال واسعة والملايين تحت النار

وأثارت الاشتباكات التي عرفتها مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، الجمعة، ردود أفعال واسعة وسط مطالبات لطرفي الصراع بضرورة وقف القتال لتجنيب ملايين المدنيين مزيدًا من المعاناة.

ووجه رئيس الوزراء السوداني المستقيل، عبدالله حمدوك، نداءً لقائدي الجيش والدعم السريع بضرورة وقف الحرب قبل أن تتمدد وتتوسع ويفقدا إمكانية السيطرة عليها.

وقال حمدوك، على منصة “إكس”: “أجدد ندائي العاجل لقائدي الجيش والدعم السريع بأن أوقفا الحرب والآن، قبل أن تتمدد وتتوسع وتفقدا إمكانية إيقافها، يجب أن تتحليا بالمسؤولية الوطنية واللحظة التاريخية من عمر هذا الوطن”.

تحذيرات من توسع رقعة الحرب

من جهتها، حذرت نقابة أطباء السودان من خطورة توسيع رقعة الحرب ونقلها لمناطق خارج نطاق الصراع، خصوصًا التي وصلها الفارون من جحيم الحرب المشتعلة في الخرطوم.

وأشارت، في بيان على موقع “فيسبوك”، إلى أن “مدينة ود مدني انتقلت إليها الخدمات الصحية وعدد كبير من الكوادر الطبية، وصارت الملاذ الأول لتخفيف ألم ووجع الشعب السوداني، كما انتقلت إليها عدد من الخدمات الأخرى المهمة لاستمرار الحياة، وأن ما يحدث الآن سيفاقم انهيار الخدمات الصحية في السودان بشكل عام”.

ودعا البيان المواطنين في المناطق التي ما زالت آمنة، والسودانيين في مدن العالم التي تسمح قوانينها بالتظاهر، إلى الخروج وتوضيح رفضهم للحرب وفرض إرادة السلام ومطالب الشعب على طرفي النزاع والمجتمع الدولي.

واندلعت، اليوم الجمعة، وبصورة مفاجئة، معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قرب مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

وتعد هذه الاشتباكات تطورًا نوعيًا للصراع المشتعل منذ 8 شهور، باعتبار أن ولاية الجزيرة من المناطق الآمنة في السودان.

وهذه هي المرة الأولى التي تنتقل فيها المعارك فعليًا إلى واحدة من كبريات المدن السودانية في الولايات الخالية من الصراع، الذي يدور في البلاد منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتقع مدينة ود مدني جنوب العاصمة الخرطوم على مسافة تبلغ حوالي 200 كيلو متر، وتعد العاصمة الاقتصادية للبلاد بعد الخرطوم، وهي كذلك واحدة من أكثر المدن السودانية التي استضافت الفارين من الحرب في الخرطوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى