محلل سوداني : ما يجري على أرض الواقع حرب مدن ومن الصعوبة حسمها
أكد عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن الحل في السودان وإنهاء الحرب ليس بعيد المنال، وأن الخلافات بين الجيش والدعم السريع ليست كبيرة. لأن محورها الأساسي حول السلطة.
وقال في اتصال مع “سبوتنيك”، الأربعاء، إن الحل قريب المنال ولا توجد مسافات بعيدة بين طرفي الصراع (الجيش والدعم السريع). رغم الدماء التي كانت ثمنا لهذه الحرب. نظرا لأن تلك الخلافات محورها الأساسي الصراع على السلطة فقط. وكل ما يشاع حول الأبعاد الفكرية والدينية وغيرها غير وارد في تلك الحرب، لذلك أرى أنه من السهولة الوصول إلى اتفاق. هذا الاتفاق يتطلب إرادة داخلية من العمق السياسي الذي يدعم الطرفين. هؤلاء السياسيين هم من يملكون مفاتيح الحل ويملكون إنهاء الحرب في أي لحظة.
وأضاف ميرغني، أن الاتفاق السياسي هو الذي سينهي الحرب وليس النصر العسكري الذي يعتبر بعيد جدا. حيث أن موازين القوى لا توفر البنية الأساسية لوصول أحد الأطراف إلى حسم عسكري. لأن ما يجري على أرض الواقع هى حرب مدن ومن الصعوبة حسمها. وتكبد فيها المواطنين خسائر كبيرة نتيجة بقائهم داخل المدن والأحياء.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن المتاح الآن في الأزمة السودانية هو الحل السياسي الذي تأخر كثيرا نتيجة الخلافات بين القوى السياسية على ما سيحدث بعد نهاية الحرب. حيث يريد كل طرف أن يضمن أكبر قد من المقاعد أو كراسي السلطة. وبعد ذلك تنشأ إرادة أكبر نحو السلام أو التسوية، وتلك هى القضية الأساسية التي تعطل الوصول إلى اتفاق سلام حتى الآن.
وأوضح ميرغني، أن حسابات القوى السياسية تتلخص فيمن سيكون داخل السلطة بعد نهاية الحرب، وهناك معادلات واضحة جدا يمكن أن ترجح كفة طرف سياسي على آخر. ويكون هو مهندس شكل السلطة بعد نهاية الحرب، وكذلك بالنسبة للطرف الأخر. لذا فإن ما يحدث اليوم بين طرفي الحرب هو صراع سياسي نحو السلطة بعد الحرب وليس الآن. وأرى أن هذا الأمر أو هذا الصراع أمره سهل بوصول الأطراف إلى معادلة تسمح بمشاركة الجميع في السلطة. وأعتقد أن هذا ما يجري الآن محليا وإقليميا لجمع كل الأطراف وضمهم جميعا لسلطة ما بعد الحرب.
ولفت المحلل السياسي، إلى أن لدى جميع الأطراف الآن إحساس بالإجهاد. حيث بات الجميع لا يملك خيارات أو قدرات أخرى يستطيع أن يمد بها أمد الصراع أكثر .مما يجب سوى الحل السياسي وإيجاد تسوية أو اتفاق يسمح بتواجد الجميع داخل السلطة.