أحداث

ما حقيقة وقوف أنصار البشير وراء التصعيد الأخير؟


تتجه الأوضاع في السودان نحو التصعيد العسكري المفتوح، في وقت اتهمت فيه قيادات سياسية وخبراء، أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير بالوقوف وراء عرقلة مبادرات السلام، وجر البلاد نحو المواجهات العسكرية، من خلال سيطرتهم على مراكز القرار داخل الجيش.

وشهدت الأيام الماضية ارتفاع حدة المواجهات العسكرية في عدة جبهات، خاصة مدينة أم درمان، مترافقة مع تصعيد التصريحات الصادرة من طرفي الصراع.

عرقلة منابر التفاوض

وقال القيادي في قوى الحرية، وعضو مجلس السيادة السوداني السابق، محمد الفكي سليمان، إن من يقف وراء تضاؤل فرص السلام في السودان واتساع رقعة الحرب هم أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وأضاف سليمان أنه “بعد 10 أشهر من القتال المتواصل، وصلت الأزمة الإنسانية ذروتها، وكلما لاح أمل لإنهاء الحرب سلميًا، تعمل كوادر الحركة الإسلامية على إفشال المسار السياسي والدبلوماسي، من خلال سيطرتهم على مفاصل الدولة عقب انقلاب، 25 أكتوبر/ تشرين الأول العام 2021.

وأشار إلى أن عمل تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم” لوقف الحرب، يتقدم على المستويين التنظيمي والدبلوماسي، بينما تنتظر، الآن، ردَّ قائد الجيش السوداني، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، لتحديد زمان ومكان لقاء تمت الموافقة عليه سلفًا.

من جهته، اتهم المتحدث باسم تنسيقية “تقدم”، علاء الدين نقد، أنصار نظام البشير بالنفخ في نيران الحرب في السودان، موضحًا أنهم يعملون على عرقلة أي إجراءات لوقف الحرب.

وقال نقد إن أنصار نظام البشير سلبوا قرار الجيش، وعرقلوا منبر جدة لمفاوضات السلام، الذي نص في آخر جولاته على إجراءات لبناء الثقة، وعلى رأسها القبض على الفارين من السجون من قيادات النظام السابق، موضحًا أن قيادة الجيش لم تنفذ ما التزمت به في الاتفاق بعدما طلبت مهلة 14 يومًا لإعادة قيادات نظام البشير إلى السجن.

وأشار إلى أنه عقب انهيار مفاوضات جدة، زار قائد الجيش السوداني ومساعده الفريق إبراهيم جابر قادة دول منظمة “إيقاد”، وطلبا إدراج السودان على أجندة المنظمة الأفريقية، قبل أن يعود البرهان بضغط من أنصار نظام البشير الذين يسيطرون على وزارة الخارجية السودانية، ويقاطع قمة “إيقاد” الأخيرة في مدينة “عنتبي” الأوغندية، ثم تجميد عضوية السودان في المنظمة الأفريقية، ما أدى إلى تعثر جهود “إيقاد” لوقف الحرب في البلاد، وفق قوله.

جنود الجيش السوداني يجلسون فوق دبابة في مدينة بورتسودان
 محادثات المنامة

كما اتهم الناطق الرسمي لتنسيقية “تقدم”، أنصار النظام السابق بعرقلة محادثات “المنامة”، التي جرت بطريقة سرية بين نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين كباشي، ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، في يناير/ كانون الأول الماضي.

وقال نقد إن محادثات المنامة السرية نصت على تنفيذ بند إجراءات بناء الثقة الوارد في الجولة الأخيرة لمنبر جدة، والمتعلق بـ”القبض على أنصار نظام البشير الفارين من السجون”، ما دفع منتسبي النظام السابق إلى تسريب المحادثات السرية إلى الإعلام بهدف تقويضها.

وتابع: “سبب تعثر مفاوضات السلام هم فلول النظام البائد الذين يختطفون قرار الجيش، يجب على قائد الجيش الفريق البرهان أن ينظر بمسؤولية لمعاناة السودانيين، والدمار الذي لحق بالبلاد جراء الحرب، عليه أن يضع ذلك في كفة، وفلول النظام البائد في الكفة الأخرى، ليتخذ القرار الصحيح بعيدًا عن أجندة نظام البشير”.

البرهان وحميدتي
 

مجرمون

بدوره، يؤكد الكاتب الصحفي علاء الدين بابكر، أن جماعة الإخوان المسلمين من أنصار نظام البشير، تقف وراء التصعيد العسكري لقطع الطريق أمام الحلول السلمية للصراع، خوفًا من المحاكمات الجنائية التي تنتظرها.

وقال بابكر إن أي تسوية سياسية مقبلة لن تكون جماعة نظام البشير من ضمنها، بل ستكون أبرز ضحاياها، لأن أنصاره ارتكبوا جرائم خلال فترة حكمهم، وأن استقرار الأوضاع يعني استقرار المؤسسات العدلية وقيامها بدورها، ما يجعلهم في مقدمة المجرمين الذين سيجري تقديمهم إلى المحاكم.

وكانت المفاوضات بين طرفي الحرب بالسودان قد توقفت، في ديسبمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن انسحب الجيش السوداني من منبر جدة السعودية، الذي يستضيف المحادثات مع قوات الدعم السريع.

وبعد توقف منبر جدة، بادر قائد الجيش السوداني للقيام بجولة أفريقية شملت دول مجموعة منظمة “إيقاد”، حيث طلب من زعمائها التدخل لتقريب وجهات النظر بما يقود لوقف الحرب، بيد أنه عاد ورفض المبادرة التي تقدمت بها لجمعه مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلوحميدتي“، في غرفة واحدة.

كذلك رفض البرهان المشاركة في قمة منظمة “إيقاد” في مدينة “عنتبي” الأوغندية، في يناير/كانون الثاني الماضي، ولاحقًا أعلن تجميد عضوية السودان في منظمة “إيقاد”، موضحًا أن الجيش غير معني بأي مبادرة تقوم بها بشأن الأزمة السودانية، موصدًا الباب أمام الحلول السلمية للحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى