لمواجهة تقدمها.. الجيش يحاول قطع الامداد عن ‘قوات الدعم’
اندلعت معارك ضارية في أنحاء أم درمان بالجزء الغربي من العاصمة السودانية في الوقت الذي يسعى فيه الجيش لقطع طرق الإمداد. التي تحاول قوات الدعم السريع إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة.
وفي أحدث مؤشر على انقلاب موازين القوى أعلن زعماء قبائل جنوب دارفور عن تحالفهم مع الدعم السريع ما يوحي بتضاؤل فرص الجيش السوداني في كسب المعركة غرب البلاد.
وقال شهود إن الجيش شن ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة. فيما وقعت معارك برية في عدة أجزاء من أم درمان.
وأعلنت قوات الدعم السريع عن إسقاط طائرة مقاتلة. ونشر سكان محليون مقاطع مصورة تظهر طيارين يقفزان من طائرة. ولم يصدر تعليق من الجيش حتى الآن.
وأكدت في بيان أنها “أوقفت الطيار بعد هبوطه”. واتهمت الجيش الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان بارتكاب “مجازر بشعة” في الخرطوم.
وأفاد شهود عيان بأنهم رأوا طائرات تغير على موقع بالقرب من مبنى التلفزيو” الذي شنت قوات الدعم السريع هجوما عليه هذا الأسبوع. أما في شرق العاصمة فقد أفاد سكان كذلك بوقوع اشتباكات بأسلحة أوتوماتيكية.
وقال شاهد إن الجيش أطلق مقذوفات وقذائف المدفعية على قواعد لقوات الدعم السريع في وسط وشمال العاصمة. بينما أضاف آخر أن منازل دمرت ونقل مدنيون إلى واحد من المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل في الخرطوم.
وقال سكان محليون اليوم الثلاثاء إن الاشتباكات في أم درمان كانت الأعنف منذ أسابيع وإن الجيش حاول كسب مساحات من الأرض. كما حاول صد هجوم لقوات التدخل السريع على قاعدة للشرطة.
وقالت مناهل عباس (33 عاما) من حي الثورة في أم درمان “نحن في حي الثورة ضرب ثقيل جدا منذ ساعات طيران ومدافع ورصاص.. أول مرة بالنسبة لنا يكون الضرب بهذا المستوى دون توقف ومن كل الاتجاهات”.
ونشب الصراع بين الجانبين بسبب خلافات حول خطة مدعومة دوليا للانتقال إلى الحكم المدني بعد أربعة أعوام من الإطاحة بعمر البشير من السلطة خلال انتفاضة شعبية.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار خلال محادثات في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن انتهك كلا الطرفين اتفاقات الهدنة.
وأعلن زعماء قبائل من جنوب دارفور الاثنين تحالفهم مع قوات الدعم السريع في خطوة من شأنها تصعيد الصراع في غرب السودان.
ورحبت الدعم السريع “ببيان المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية وإعلان انحيازها الكامل لخيار الشعب وتوجيه الشرفاء من أبنائها في القوات المسلحة الانضمام. لدعم خيار الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة والتحول الديمقراطي والتصدي لقوات الفلول والانقلابيين”.
وأكدت أن “موقف الإدارة الأهلية وقبائل جنوب دارفور يمثل القناعة الراسخة لأهلنا الشرفاء بأن العصابة التي طغت وتجبرت. واختطفت قرار الشعب السودان قد آن الأوان لقطع هذا الحبل السري بينها والدولة”.
ودعت “الإدارات الأهلية الأخرى إلى الانضمام إلى خيار الشعب في الحرية والمساواة والعدالة والتحول المدني الكامل. ورفض الهيمنة والطغيان واختطاف مؤسسة الجيش لصالح تنفيذ أجندة الفلول وكتائب الظل من أجل العودة إلى السلطة عبر بوابة القوات المسلحة المختطفة”.
وتشير أحدث إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن الصراع شرد 2.8 مليون تقريبا منذ أن بدأ الصراع. من بينهم نحو 650 ألفا عبروا الحدود إلى دول مجاورة.
واندلع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل مما أدى لمعارك يومية بالعاصمة وأجج عمليات القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد. وهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد.
وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة. واستدعت مقاتلين إضافيين من دارفور وكردفان مع تصاعد الصراع ونقلتهم عبر الجسور من أم درمان إلى بحري والخرطوم. حيث تشكل هذه المناطق الثلاث معا العاصمة الأوسع عبر ملتقى نهر النيل.