زوايا

لماذا تبددت آمال إنهاء الحرب في السودان؟


عبر دبلوماسيون عن مخاوفهم من تراجع قوة الدفع الدولية والإقليمية الرامية إلى وقف الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من 18 شهرا.

ويثير هذا الجمود تساؤلات حول أسبابه وما إذا كانت هناك فرص الحل السلمي قائمة.

ويشير الدبلوماسيون الذين تحدثوا إلى أن فشل المبادرات الدولية والإقليمية التي وصلت إلى 11 محاولة، منها 7 مبادرات أفريقية و4 دولية وعربية، أدى إلى نوع من اليأس، لكنهم أكدوا وجود العديد من العوامل الضاغطة التي ستدفع المجتمع الدولي إلى مواصلة جهوده. 

وانضمت مبادرة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني لعقد لقاء مباشر بين قائدي الجيش عبدالفتاح البرهان و”الدعم السريع” محمد حمدان دقلو في عنتبي يوم الثلاثاء الماضي، إلى 10 محاولات دولية  وإقليمية فشلت قبلها في الوصول إلى حل ينهي الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 100 ألف شخص بحسب تقديرات “انتلجينس ووتش”.

 يأس وتراجع أولويات

ويقر وزير الخارجية السوداني الأسبق السفير إبراهيم طه أيوب، بتراجع اهتمام القوى الإقليمية والدولية في الفترة الأخيرة، لكنه يحذر من أن يؤدي الجمود الحالي إلى المزيد من التداعيات الكارثية.

ويشير أيوب إلى ضرورة استمرار تلك الجهود في ظل الأهمية الجيوسياسية للسودان وخطورة الأزمة وتزايد حجم الانتهاكات والماساة الإنسانية.

ويقول أيوب إن تصلب مواقف القوى المسلحة وإصرارها على مواصلة الحرب حتى تتحقق أهدافها، وجمود محاولات القوى السياسية والنقابيّة، من أبرز الأسباب التي أثرت كثيرا على قوة دفع الجهود الإقليمية والدولية”.

وينبه أيوب إلى أن تعدد المنابر أضر أيضا بالجهود الدولية والإقليمية، مضيفا:”نلاحظ أن أغلب الدول التي لها مصلحة في بقاء السودان موحدا غير قادرة على توحيد جهودها فى الاتجاه الصحيح” وفق تقديره.

  أوضاع ضاغطة

ويرى البعض أن خطر الجوع الذي يحاصر نحو 25 مليون سوداني والتزايد المطّرد في تدفقات  النازحين واللاجئين الذين وصل عددهم إلى 14 مليونا والتدهور المريع في الأوضاع الصحية والإنسانية وتزايد خطر تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب العابر للحدود، جميعها أسباب ستجبر المجتمع الدولي على اتباع منهجيات جديدة للضغط على طرفي القتال.

ووفقا للسفير الصادق المقلي الذي عمل لفترات طويلة في بعثات حل النزاعات التابعة للأمم المتحدة، فإن التحركات الدولية الحالية لا توازي حجم الكارثة التي يعيشها السودان حاليا، وذلك بسبب الظروف الدولية والإقليمية السائدة والتعقيدات الكبيرة التي تحيط بالأزمة.

ويوضح المقلي أنه “رغم المحاولات المتكررة التي جرت خلال الأشهر الماضية، والجهود التي بذلت لإدخال المساعدات الإنسانية، إلا أنه ليس هناك تدخل جاد من المجتمع الدولي والإقليمي الذي تعددت منابره”.

 ويحمل المقلي أطراف الحرب والنخب السودانية جزءا كبيرا من أسباب فشل حل الأزمة، مضيفا أنه “من الواضح أن الصراع على السلطة يطغى على أجندة أطراف الحرب – خصوصا الداعمين للجيش – ولا يوجد أدنى تجاوب منهم للمبادرات التي تهدف لإيجاد حلول للأزمة التي استفحلت بشكل يصعب السيطرة عليه”.

ويضيف المقلي: “تشهد الساحة السودانية حالة من التشتت الذي جعل النخب السودانية تفشل في مساعدة الجهود التي يقوم بها  المجتمع الدولي أو رسم طريق ثالث ينهي معاناة السودانيين المتفاقمة”.

ومن جانبه، يرى محمد خليفة أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدبلوماسية في الجامعات السودانية، أن حالة اليأس الحالية تعبر أيضا عن قصور الدور الإقليمي الذي يعول عليه المجتمع الدولي في دفع مبادراته وتعزيز ضغوطه على الأطراف المتحاربة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى