أحداث

كتيبة البراء تعود من الظل.. تحركات إخوانية مريبة تحت غطاء التحول المدني


عادت “كتيبة البراء”، التي توصف بأنّها الجناح المسلح لتنظيم الإخوان في السودان، إلى أنشطتها العسكرية وعمليات التحشيد والتجنيد بشكل مكثف في شمال البلاد. ويأتي هذا التحرك بعد أقل من أربعة أشهر على إعلانها المفاجئ في تموز (يوليو) الماضي بالتخلي عن السلاح والانخراط في العمل المدني.

وقد ظهر الأسبوع الماضي قائد الكتيبة، المصباح طلحة، المدرج على قوائم العقوبات الأمريكية، في إحدى مدن الولاية الشمالية محاطًا بضباط بالزي العسكري. وخلال مخاطبته لمجندين جدد استدعى طلحة شعارات دينية ارتبطت بحرب التسعينيات التي أدت إلى تقسيم البلاد.

وكانت الكتيبة، المتهمة بإشعال الحرب المستمرة منذ نيسان (أبريل) 2023 وارتباطها بتنظيمات متطرفة بينها تنظيم “داعش”، قد واجهت ضغوطًا دوليةً ومحليةً كبيرةً بسبب اتهامات بانتهاكات جسيمة، وهو ما دفعها لإعلان “التحول المدني” الذي وصفه مراقبون حينها بـ “التكتيك الخادع”.

وتؤكد مقاطع فيديو حديثة نشرتها الكتيبة عمليات تجنيد وتدريب لمئات العناصر الجديدة في معسكرات أقيمت أخيرًا في عدة مناطق بالولاية الشمالية، منها دنقلا وحلفا.

ونقل موقع (سكاي نيوز عربية) عن الناشط الشبابي يوسف حسن، في دنقلا، تأكيده “التزايد الملحوظ” لتحركات الكتيبة. 

وأشار حسن إلى أنّ دوافع التحاق بعض الشباب تتباين بين “القناعات الخاصة” لدى القلة، و”السعي للمكافآت المالية والنفوذ الأمني” لدى الغالبية، مستغلة حالة الفراغ واليأس.

وتدعم هذه العودة ما ذهبت إليه الكاتبة صباح محمد الحسن، التي وصفت انسحاب تموز (يوليو) بـ “تكتيك الخديعة”، قائلة إنّ الكتيبة “أرادت خداع الناس بالظهور بشكل جديد، لكنّها في الواقع كانت تواصل عملية التحشيد” لتنفيذ “المخطط الإخواني”.

وتثير هذه التحركات مخاوف جدية حول علاقة الكتيبة بالجيش السوداني وتأثيرها على سمعته، خاصة في ظل النفوذ القوي الذي تتمتع به، والذي عبّر عنه قائدها طلحة بقوله: “ليست هنالك جهة تستطيع أن تلجمنا”.

وبينما تنفي قيادات الجيش أيّ صلة لها بمجموعات متطرفة، أكدت الولايات المتحدة، عند فرضها عقوبات على الكتيبة، أنّ الهدف هو “الحد من نفوذ المجموعات المتطرفة” و”كبح أنشطة إيران الإقليمية”.

وتأتي عودة الكتيبة إلى التحشيد في وقت تتصاعد فيه الاتهامات لها بارتكاب انتهاكات واسعة. ففي أيلول (سبتمبر) الماضي اتهم تقرير بعثة تقصي الحقائق الأممية الجيش والمجموعات المقاتلة معه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الخرطوم.

وأكدت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تحقيقات لها، تورط “كتيبة البراء” ومجموعات أخرى متحالفة مع الجيش في جرائم حرب بولاية الجزيرة راح ضحيتها المئات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى