قائد الجيش يعلن بالإخوان في القتال
أكد مصطفى إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع الفريق الأول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن اعتراف ياسر العطا مساعد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بالمشاركة الواسعة للحركات الإسلامية في الحرب الدائرة في السودان يكشف زيف مزاعم البرهان.
ووجّه العطا بتشكيل كتائب مشتركة من الجيش والشرطة وجهاز المخابرات ومتطوعين للمشاركة في الحرب الدائرة في السودان وأمر حكّام الولايات وقادة الفرق العسكرية بالاستمرار في تسليح المتطوعين وإعدادهم وتدريبهم على كافة الأسلحة.
وقال العطا في مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين وهو يتحدث أمام عدد من جنوده “الحق يجب أن يقال، بأن معنا أعداد كبيرة جداً من الإسلاميين”.
ويعد هذا التصريح أول اعتراف لأحد قادة الجيش السوداني، بضلوع الإسلاميين في الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل الماضي، بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
ووصف إبراهيم في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي، الاثنين، تصريحات العطا بأنها “نقل للأحداث الحالية إلى حرب أهلية، بإقحام حتى للطرق الصوفية في هذه الحرب”.
وأضاف “ياسر العطا ورّط البرهان بهذا التصريح، لأنه (قائد الجيش) أنكر من قبل وجود الإسلاميين في هذه الحرب.. العطا أكد تماماً أن الجماعات الإسلامية المتطرفة الإرهابية تشارك في هذه الحرب”.
وكان البرهان قد أنكر في عدة مناسبات، انخراط الحركة الإسلامية في الحرب من قريب أو بعيد، مردداً في خطاب شهير له “وينهم الكيزان؟”، في إشارة إلى أن لا علاقة تربط بين قوات الجيش، والحركة الإسلامية.
وسبق أن كشف دقلو في كلمة مرسلة الى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الماضي عن علاقة مجلس السيادة بالإسلاميين المتطرفين وفلول النظام السابق وبقايا حزب المؤتمر الشعبي المنحل.
وتحدث عن علاقة قيادات في الجيش بإسلاميين متطرفين بينهم قيادات في داعش قائلا “عناصر من تنظيم “داعش” التي ألقينا القبض على أميرها محمد علي الجزولي تحالفوا مع القوات المسلحة وباتوا يهددون الاستقرار والامن في أفريقيا”.
وما يدل على انخراط الإسلاميين في الصراع، مقتل رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية، محمد الفضل، في يونيو الماضي في اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش، بحسب أقارب له وإسلاميين أفادوا بأنه كان يقاتل في صفوف الجيش. وأصدر الأمين العام للحركة الإسلامية،علي كرتي، بيانا نعى في الفضل.
واعتبر إبراهيم، أن التوجيه بتشكيل تلك كتائب محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية يشترك فيها المجتمع، قائلا إن هذه التوجيهات “غير مسؤولة، لأنها تدعوا المجتمع للمشاركة في الحرب، رغم أنها حرب بين الدعم السريع والجيش.. ويقوم بها شخص مهزوم في المعارك مع قوات الدعم السريع”.
وأعلن البرهان أوائل هذا الشهر ترحيبه بالمقاومة الشعبية، قائلاً “سنسلّحهم. وأي سلاح عندنا سنعطيه لهم، لكن يجب أن يُقنن ويُسجل عند القوات النظامية. حتى لا يُحدث مشكلة مستقبلاً”.
وقال البرهان في كلمة أمام قوات الجيش في قاعدة جبيت العسكرية شرق السودان حينها “أي منطقة بها مواجهة، أو متوقع أن يذهب إليها العدو لينهب بيوتها. سنعطيهم السلاح وكان عندهم سلاح. يجيبوه (فليحضروه). السودان الآن في معركة يكون أو لا يكون والشعب في تحدٍ. أن يعيش بكرامة أو تحت العبودية والاستعمار”.
وتنشط ما تُعرف بالمقاومة الشعبية في حشد الأهالي وتدريبهم على حمل السلاح في مناطق سيطرة الجيش السوداني. حيث انضم إلى صفوفها الآلاف في ولايات نهر النيل والشمالية شمال السودان. وسنار والقضارف وكسلا وبورتسودان في الشرق، والنيل الأبيض وسط البلاد. للمشاركة مع القوات المسلحة في معركتها ضد قوات الدعم السريع.
لكن إبراهيم قال “نحن في قوات الدعم السريع نُطمئن المجتمع الدولي. بأننا سوف نقضي على هذه المحاولات، التي تؤثر على المحيط الدولي والإقليمي. وتعمل على نشر المتطرفين والإرهابيين الذين ينتمون إلى داعش.. نحن جاهزون للتصدي لهذه الأفعال بشراسة. وقواتنا جاهزة الآن وستلاحقهم أينما وجدوا”.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي “باتخاذ قرارات لحماية الشعب السوداني. من بينها فرض حظر طيران على المناطق التي لا تشهد صراعات الآن كولايات دارفور النائية البعيدة. التي يتم فيها قصف المواطنين العزل بشكل شبه يومي. وكذلك في ولايات كردفان” مشيرا إلى أنه تم قصف عدد كبير جداً من المواقع المدنية في كردفان الأحد.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي. بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش. بعدما أشعل الإسلاميون فتيل الصراع باستهداف قوات الدعم. في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
ومنذ ذلك الحين، يتّهم كل من الطرفين الآخر بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين. والسعي إلى إشعال حرب أهلية في البلد. الذي قُتل فيه أكثر من 13 ألف شخص وجُرح 26 ألفا وشُرّد نحو 7.6 مليون شخص داخله وفي الخارج جراء هذه الحرب. وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
وبدوره، اعتبر الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع. أن تصريحات مساعد قائد الجيش “أكدت ما كنّا نتحدث عنه طيلة الفترة الماضية منذ اندلاع الحرب وحتى الآن. من أن هذه الحرب يقودها المتطرفون. لذلك. هو الآن يؤكد تماماً أن هذه الحرب هي ليست حرب الجيش الوطني بل حرب المتطرفين للعودة إلى السلطة”.
وقال طبيق لوكالة أنباء العالم العربي “هذا التصريح أيضاً يزيد من معاناة الشعب السوداني .ويساعد في إطالة أمد الحرب. لأن هذه الحرب قد تُصبح الآن حرب ميليشيات وليست حرب جيش منظّم، والجميع يعرف وسائل المتطرفين في الحرب .والفظائع التي يرتكبونها بحق المدنيين في بلاد أخرى”.
وأضاف “نحن لدينا من الخطط والتكتيكات للتعامل مع كل الجماعات المتطرفة التي تقود الجيش الآن. ومع الذين يتسترون خلف الاستنفار الشعبي. أو ما يسمونه بالمقاومة الشعبية من أجل إخفاء حقيقتهم”.
وتابع “نحن في قوات الدعم السريع جاهزون تماماً لأي طارئ ولأي قوات تتشكل. ونؤكد أننا لا نستهدف الشعب السوداني في أي بقعة جغرافية من أرض السودان. ولكن ما نستهدفه هم الذين يقودون هذه الحرب ويصبّون الزيت على النار لاستثمار هذه الحرب ولتدمير البنى التحتية في البلاد”.