أحداث

في مبادرة إنسانية.. الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى


 أعلنت قوات الدعم السريع عن إطلاق سراح 739 أسيرا، من عناصر الجيش السوداني وقوات الشرطة بصورة منفردة، بعد تلقيها موافقة مكتوبة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الرابع من الشهر الجاري، وقالت إن الخطوة تأتي التزاما بقواعد القانون الدولي الإنساني، فيما يرى متابعون أنها تضع الجيش السوداني أمام مسؤولية الاستجابة لمبادرات السلام في ظل تعنته واصراره على اراقة الدماء.

وأوضحت قوات الدعم السريع في بيان نشرته السبت على حسابها في موقع اكس، أن عملية إطلاق الأسرى تمت بعد الحصول على موافقة مكتوبة في الرابع من يونيو، وذلك رداً على مقترح بأن تقوم بعملية إطلاق سراح الأسرى من منتسبي الجيش والشرطة بصورة منفردة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن هذه الخطوة جاءت استجابة لمبادرة من إدريس أبو قرون، أحد رجالات الطرق الصوفية في السودان، إذ تؤكد قوات الدعم السريع استجابتها لجميع المبادرات ودعوات الوساطة للتوصل إلى تفاهمات بشأن وقف إطلاق النار.

في المقابل يرفض الجيش السوداني في كل مرة دعوات محلية وإقليمية ودولية للدخول في مفاوضات للسلام، وكان آخرها دعوة أميركية نهاية مايو/الماضي للعودة إلى محادثات السلام، فيما تحتدم المعارك في مدينة الفاشر، وسط مخاوف من مجاعة في المدينة. وأثار هذا الرفض مخاوف من تدخل خارجي لإطالة أمد الحرب.

وأكد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني رفض الانخراط في مفاوضات تجري في جدة. وقال “لن نذهب إلى جدة ومن يرد ذلك فعليه أن يقتلنا في بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة”.

وقبلها بأيام أكد ياسر العطا، وهو قائد كبير في الجيش السوداني أن روسيا عرضت تزويدهم بالأسلحة والذخائر، مقابل تحقيق مصالح لموسكو في السودان.

وذكر مصدر مطلع أن التصريحات التي تصدر عن الجيش وقادته تكشف قيادة غير موحدة للقوات المسلحة، فيما يتنامى الصراع بين تيارات مختلفة من أجل مصالح ضيقة. كما تبدو قيادة الجيش وكأنها بلا إستراتيجية واضحة. ولا أحد يعرف على وجه الدقة كيف يفكر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

ويشهد السودان منذ أكثر من عام حربا بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو “حميدتي“.

وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف منذ اندلاعه وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور وحدها، قتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني برفض استلام الأسرى، مشيرة إلى أنه في يونيو/حزيران 2023 قصف أحد مقارها الذي كان يوجد فيه عدد من أسراها من كبار الضباط، مما أدى إلى مقتل وجرح 26 منهم.

وأضافت أن الجيش قام في ديسمبر/كانون الأول 2023 بعرقلة إخلاء مدنيين، بينهم أجانب، كانوا متواجدين بكنيسة القديسة مريم في منطقة الشجرة بالخرطوم، حيث استهدف القافلة المتفق عليها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، بينهم ثلاثة من موظفي اللجنة.

وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع تواصل تقديم المبادرات الإنسانية انطلاقاً من القيم التي تؤمن بها والتزاماً بقواعد القانون الدولي الإنساني وأعراف وتقاليد الشعب السوداني.

ولفتت القوات إلى أنها أطلقت في مايو/أيار الماضي 202 من أسرى الجيش عبر مبادرة سابقة، بعد مخاطبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي بدأت بإجراءات بين الطرفين لإتمام عملية الإفراج.

وشددت قوات الدعم السريع في بيانها على أن تصرفات الجيش لن تثنيها عن تقديم المبادرات الإنسانية وتنفيذها، حتى ولو بشكل منفرد، مؤكدة التزامها بقواعد القانون الدولي الإنساني واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى