عقار يهدد بإدخال السودان في عزلة دبلوماسية
في تطور غير متوقع، شن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، هجوماً علنياً على السفير السعودي لدى السودان علي بن حسن جعفر. هذا التصرف أثار موجة من القلق حول مستقبل العلاقات «السودانية – السعودية». خاصةً في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها السودان.
المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال أحد أهم الداعمين للسودان في أوقات الأزمات. سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو من خلال جهودها في حل النزاعات. ولكن تصريحات عقار الأخيرة لتلفزيون السودان. قد تهدد هذا الدعم، مما يضع السودان في موقف صعب.
دور السعودية في دعم السودان
منذ بداية الصراع المسلح في السودان، كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي قدمت الدعم للسودانيين. لم تتوقف المملكة عند تقديم الدعم السياسي فحسب. بل لعبت دوراً محورياً في توفير المساعدات الإنسانية وإرسال شحنات الإغاثة. على سبيل المثال، قادت السعودية مفاوضات جدة في محاولة لتهدئة الأوضاع وحل النزاع بين الأطراف المتصارعة. حيث قدمت الرياض جهوداً دبلوماسية حثيثة لتحقيق الاستقرار في السودان ومنع تصاعد العنف.
-
دعوة مالك عقار لتشكيل حكومة لتسيير شؤون السودان: تحليل وتداعيات
-
نتائج مؤتمر أديس أبابا تصب في مصلحة المعسكر الداعم للحرب في السودان
المفاوضات والجهود الدبلوماسية
مفاوضات جدة التي رعتها المملكة كانت بمثابة بصيص أمل للسودانيين. حيث اجتمعت الأطراف المتصارعة تحت مظلة المبادرة السعودية بهدف إيجاد حل للنزاع الذي أضر بالشعب السوداني. هذه المبادرة كانت تحمل في طياتها نية صادقة من المملكة لإحلال السلام في السودان، وهو ما يبرز مدى اهتمام السعودية بأمن واستقرار السودان، كونه جزءاً من استقرار المنطقة ككل.
المساعدات الإنسانية السعودية
لم تكن السعودية مجرد داعم سياسي للسودان. بل كانت من أوائل الدول التي استجابت بشكل عاجل للأزمات الإنسانية التي ضربت السودان. فعندما تعرض السودان للفيضانات والسيول المدمرة، كانت السعودية أول دولة تُسير جسراً بحرياً إغاثياً عاجلاً. هذه المساعدات تضمنت مواد غذائية، أدوية، ومواد إغاثية أخرى بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني وتقديم الدعم الفوري للأسر المتضررة.
انعكاسات هجوم عقار
تصريحات عقار، ضد السفير السعودي تعكس توتراً غير مبرر قد تكون له انعكاسات سلبية على السودان. السعودية ليست مجرد دولة داعمة، بل هي شريك استراتيجي للسودان في السراء والضراء. إن أي تدهور في هذه العلاقة قد يؤثر على الدعم الذي تقدمه المملكة للسودان. سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الإنسانية.
الهجوم الذي شنه عقار، قد يُفسر على أنه محاولة للضغط على المملكة لتغيير موقفها من بعض القضايا، إلا أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فإذا تدهورت العلاقات بين البلدين، قد تجد السودان نفسها معزولة عن أحد أهم حلفائها الإقليميين في وقت هي بأمس الحاجة فيه إلى كل دعم ممكن.
-
قيادية إخوانية سودانية تغازل حميدتي.. ما القصة؟
-
“تقدم” تلبي لدعوة مصرية للمشاركة في مؤتمر للقوى السياسية السودانية بالقاهرة
الهجوم غير المبرر من عقار، على السفير السعودي يجب أن يُنظر إليه على أنه خطأ دبلوماسي قد يكلف السودان كثيراً. المملكة العربية السعودية كانت دائماً في مقدمة الدول التي تمد يد العون للسودان في أوقات الأزمات. لذا، يجب على القيادة السودانية أن تتخذ خطوات سريعة لتصحيح هذا الخطأ وضمان استمرار العلاقة الجيدة مع المملكة. للحفاظ على دعمها السياسي والإنساني الذي لا غنى عنه للسودان في هذه المرحلة الحرجة.