صراع جنرالات.. الجيش السوداني يفقد تماسكه في لحظة مفصلية

تشهد قيادة الجيش السوداني انقسامات عميقة وسط تزايد التوترات بين أجنحة متصارعة على النفوذ والمصالح. وفي ظل حرب مدمّرة طالت معظم ولايات البلاد. أصبحت المؤسسة العسكرية نفسها مسرحًا جديدًا لصراع النفوذ، في وقت تشتد فيه. الضغوط الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي شامل.
مصادر مطلعة كشفت أن هذه الانقسامات باتت تهدد ما تبقى من تماسك القيادة العسكرية العليا. وتفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر دموية.
-
النفوذ أولًا.. صراعات داخلية تهز تحالفات الجيش السوداني
-
تسهيلات مالية مرتقبة لمعاشيي الجيش السوداني.. تفاصيل قريبة
صراع على القرار والسيطرة: تيارات متعددة تتنازع القيادة
تشير المعلومات إلى وجود ثلاثة تيارات رئيسية داخل الجيش. لكل منها توجهاته وتحالفاته. التيار الأول يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ويحاول فرض سيطرة مركزية تُبقي على الهيمنة التقليدية للقيادة العامة، بينما برز تيار آخر من جنرالات محسوبين على الحركة الإسلامية. يسعون لتوسيع نفوذهم عبر قنوات موازية وتفاهمات إقليمية، خصوصاً مع جهات لا تحظى بتوافق داخلي.
أما التيار الثالث، فيتكوّن من ضباط شباب وقيادات وسطى بدأت تعبر عن تململها من استمرار الحرب، وتضغط باتجاه تسوية سياسية تضمن إعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس جديدة. غير أن هذا التيار يواجه ضغوطًا شديدة من الطرفين المتنازعين، ويتعرض بعض أفراده للتهميش أو الإقصاء.
-
اتهام الجيش السوداني بتنفيذ هجوم قاتل على قافلة إنسانية في دارفور
-
قيادة الجيش السوداني على صفيح ساخن.. الكباشي يواجه اختيارات البرهان
خلافات تؤسس لانشقاقات مسلحة: المخاطر تتجاوز الانقسامات الإدارية
بحسب محللين فإن استمرار الخلافات قد يُفضي إلى انقسامات حقيقية داخل وحدات الجيش. خصوصاً تلك المنتشرة في الشرق والشمال. ويُخشى من أن تتحول هذه الانقسامات إلى مواجهات ميدانية، ما قد يؤدي إلى اندلاع اشتباكات بين وحدات تتبع لقيادات متصارعة.
الأخطر من ذلك، أن بعض الأجنحة بدأت تلوّح بتكوين أذرع عسكرية خاصة أو ميليشيات رديفة، مما يعيد للأذهان سيناريو “كتائب الظل” و”هيئة العمليات” و “الأمن الشعبي” في العهود السابقة. وفي ظل ضعف الرقابة وغياب المؤسسات التشريعية. تزداد المخاوف من تحوّل الجيش إلى كيان مفكك خاضع لمراكز نفوذ متناحرة.
-
ميليشيات إخوانية تشارك الجيش السوداني في جرائم ضد السكان
-
الخرطوم تنشر تفاصيل ميدانية.. الجيش السوداني يعرض مناطق نفوذه
الانقسام داخل قيادة الجيش السوداني لا يعكس فقط أزمة داخلية في مؤسسة عسكرية، بل يُعد مؤشرًا خطيرًا على قرب انهيار ما تبقى من هيكل السلطة المركزية. وإذا لم تُبادر الأطراف الإقليمية والدولية إلى الضغط الجاد لوقف هذا الانحدار. فقد يجد السودان نفسه أمام نسخة جديدة من الحرب الأهلية، هذه المرة بين وحدات الجيش نفسه.
-
تحقيق استقصائي: هل يقود الجيش السوداني حملة تطهير عرقي صامتة في غرب البلاد؟
-
الجيش السوداني تحت المجهر: انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين وشبهات استخدام السلاح الكيماوي
