ستارلينك حل للسودانيين لانقطاع شبكة الهاتف
يلجأ بعض السودانيين إلى استخدام خدمة ‘ستارلينك’ التي تعتمد على الأقمار الصناعة للاتصال بشبكة الإنترنت بعدما انقطعت عنهم خدمات شبكات الهاتف المحمول لأسابيع نتيجة الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبدأت خدمات شبكات الهاتف المحمول التقليدية في العودة تدريجيا إلى مناطق متفرقة من البلاد وفرض انقطاعها الذي بدأ أوائل فبراير/شباط عقبات أمام إمكانية شراء السلع الأولية ومنها الإمدادات الغذائية الشحيحة، فضلا عن صعوبة التواصل مع الأقارب النازحين، إضافة إلى عرقلة إيصال المساعدات.
وفي منطقة كرري بأم درمان احتشد البعض حول نقطة اتصال ستارلينك ومعهم هواتفهم المحمولة للتواصل مع أقاربهم وأحبائهم.
وقالت أمل عبده، المقيمة في كرري بأم درمان التابعة للعاصمة السودانية “الناس محتاجة للشبكة، محتاجة ليها جدا” وأضافت “كل يوم قاعدين نسمع الليلة بتيجي الشبكة، بكرة بتيجي الشبكة… وما قاعدة تيجي. الناس هنا قاعدة تسمع خبر وفاة والدها بتسمع خبر وفاة أخوها بعد أسبوع وأسبوعين من الوفاة”.
وتسببت الحرب في أضرار جسيمة للنظام المصرفي، إذ يعتمد كثيرون على استخدام تطبيق الهاتف المحمول (بنكك) التابع لبنك الخرطوم في تحويل الأموال وسداد المدفوعات.
وواصلت أمل عبده حديثها قائلة “الناس ما عندها كاش، كاش في البلد ما في، دايرين (يريدون) بنكك. ما بتقدر تدخل بنكك”، في إشارة إلى عدم القدرة على التسجيل بالتطبيق دون اتصال بالإنترنت.
وقالت مصادر بقطاع الاتصالات في وقت سابق إن قوات الدعم السريع أغلقت الشبكات بعد أن هددت بقطع الخدمة ما لم يعد الجيش الاتصالات المعطلة في منطقة دارفور غرب البلاد.
وأعادت شركة سوداني المملوكة للدولة التغطية في أجزاء من السودان. لكن مساحات واسعة من البلاد، منها العاصمة ومعظم أنحاء دارفور، لا تزال دون شبكات اتصال.
وتمكن مقدم ثان لخدمات الهاتف المحمول ‘شركة زين’ من إعادة قدرات محدودة للغاية من الشبكات الأسبوع الماضي.
وحاول سكان المناطق التي لا توجد بها اتصالات للهواتف المحمولة استخدام خدمة ‘ستارلينك’ التابعة لإيلون ماسك وهي خدمة عبر الأقمار الصناعية غير مرخص لها عادة بالعمل في السودان ومكلفة للسودانيين العاديين، إذ يبلغ سعرها نحو 2.5 دولار للساعة الواحدة.
وقال محمد وهو من سكان كرري أيضا “آخر حاجة ربطولنا الجهاز بتاع ستارلينك ده. لكن برضو (أيضا) عدد الناس كبير والضغط عليه كتير. ما كل الناس بيقدروا يتحصلوا عليه. على التطبيق”.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023. بسبب توترات تتعلق بانتقال السلطة وأدت إلى أزمة إنسانية كبيرة وانتشار الجوع.
ونزح ما يقرب من 6.5 مليون شخص داخل السودان وفر أكثر من 1.9 مليون إلى الدول المجاورة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.