أحداث

رغم اتساع رقعة المعارك.. مطالبة سودانية بمغادرة بعثة الأمم المتحدة


طالب السودان، في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في السودان، قائلا إن أداء البعثة في بلاده كان “مخيبا للآمال”. يأتي هذا في وقت تشهد الحرب الدائرة هناك توسعا ميدانيا ملحوظا، ما ينذر بتفاقم العنف وتدهور الأزمة الإنسانية.

وجاء في رسالة القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني علي صادق، التي وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة أيضا أنطونيو غوتيريش، “السودان طلب من الأمم المتحدة إنهاء مهمة يونيتامس على الفور. وفي الوقت نفسه، نود أن نؤكد لكم أن حكومة السودان ملتزمة بالتعامل بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة”.

وأضاف وكيل وزير الخارجية “كان الغرض من إنشاء البعثة هو مساعدة الحكومة الانتقالية في السودان بعد ثورة ديسمبر 2018″، لكن أداء البعثة في تنفيذ أهدافها “كان مخيبا للآمال”.
وتضم البعثة حوالي 400 فرد، معظمهم موظفون مدنيون.

من جهتها، نددت مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية، مارثا أما أكيا بوبي، أمام مجلس الأمن بتمدد النزاع في السودان إلى أجزاء أخرى من البلاد، التي تضم أكبر عدد من النازحين في العالم.

وقالت الدبلوماسية الغانية في جلسة عقدها المجلس ولم تشهد أي تصويت إن السودان يواجه “كوارث إنسانية متفاقمة وأزمة حقوق إنسان كارثية”. وأضافت “خارج دارفور استمرت الاشتباكات الدامية في الخرطوم وأم درمان وبحري… وتستمر أيضا في جنوب كردفان، في حين أن الوضع لا يزال متوترا حول الأبيض وشمال كردفان”.

لكن “الأعمال العدائية امتدت إلى مناطق جديدة، مثل ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وغرب كردفان، ما يعرض مزيدا من المدنيين والعاملين في المجال الإنساني” لخطر أعمال العنف، مشيرة إلى أن “السودان يشهد حاليا أكبر أزمة نزوح في العالم… مع نزوح 7.1 ملايين شخص“.

وذكرت أن الأمم المتحدة لم تتمكن سوى من تقديم “مساعدات حيوية” لـ 4.1 ملايين سوداني، أو “22 بالمئة فقط من المحتاجين الذين حددتهم المنظمات الإنسانية عام 2023”.

وكان منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، تعقيبا على توسع دائرة العنف في السودان، قد ندد الاثنين الماضي بـ”أعمال العنف الشديدة” ضدّ المدنيين في السودان، مطالبا بـ”وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بلا عوائق”.

وقال غريفيث خلال “المنتدى الإنساني حول السودان” إنه بعد ما يقرب من سبعة أشهر على اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، “فإن نحو 25 مليون شخص في السودان يحتاجون الآن مساعدات إنسانية”.

واندلعت حرب في 15 نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد أسابيع من تصاعد التوتر بين الجانبين بشأن خطة لدمج قوات الدعم في إطار الانتقال من الحكم العسكري إلى الديمقراطية المدنية.

ونددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان الجمعة بتصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، لا سيما في إقليم دارفور.

ودعت البلدان المانحة الثلاثة، التي تسمي مجموعتها الترويكا إلى وقف القتال وحثت الطرفين على التهدئة. وقالت الدول الثلاث “يحتاج كلا الطرفين إلى خفض التصعيد والانخراط في محادثات هادفة تؤدي إلى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق”.

وأدت المكاسب التي حققتها قوات الدعم السريع في الأجزاء الغربية والجنوبية من السودان إلى إنهاء جمود استمر لأشهر في حربها مع الجيش السوداني، وهي مكاسب تزيد أيضا من طموحاتها.

وأدى انتشار قوات الدعم السريع في معقلها في دارفور والتقدم الذي تحققه في مناطق أخرى تمتد شرقا صوب العاصمة الخرطوم إلى التكهن بأن السودان ربما يعاني انفصالا آخر بعد 12 سنة من انفصال جنوب السودان.

وتسعى القوات إلى زيادة قدرتها على الوصول لموارد، بما يشمل الذهب لمساعدتها في بناء امبراطورية مالية، ولتأمين دورها في أي تسوية سياسية بعد قتال دائر منذ سبعة أشهر الآن.

وقال سليمان بالدو من برنامج تتبع الشفافية والسياسة السودانية إن الحكم “يعني أن تتسلم مسؤوليات الغذاء والصحة والأمن… ما يريدون هو أن يكونوا طرفا في الاتفاق المقبل”.

وتقول قوات الدعم السريع إنها تتقدم وتخوض اشتباكات في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وكذلك حول قواعد للجيش في الخرطوم. وتعهدت بالوصول إلى بورتسودان على الساحل الشرقي للبلاد التي اتخذها موظفون حكوميون وبعثات دولية مقرا.

وفي الرابع من نوفمبر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، في كلمة مسجلة إن المدن الخاضعة لسيطرة قواته لا علاقة لهم بالحكومة وإن على سكان المدينة أن يختاروا.

وقال السياسي البارز ياسر عمران لرويترز، إنه ليس هناك خطر فوري من انقسام السودان لكن لا يمكن استبعاده. وأضاف “هناك حاجة لضغط شعبي، حشد كبير ضد هذا السيناريو”.

وقال عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي، نائب قائد قوات الدعم السريع، الثلاثاء، إن الحديث عن انقسام البلاد ناتج عن شائعات يروجها خصوم.

ولم يحرز طرفا النزاع في السودان أي تقدم نحو وقف إطلاق النار في محادثاتهما الأخيرة في مدينة جدة السعودية، لكن أكدا التزامهما بالسماح بزيادة دخول المساعدات الإنسانية.

ويقول محللون إن ما لاقاه الجيش، دفعه على ما يبدو للعودة إلى محادثات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة والسعودية في جدة، التي تم تعليقها في يونيو، واستؤنفت الشهر الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى