تحقيقات

دوافع رفض البرهان وحلفاؤه “مخرجات القاهرة”.. التفاصيل


كشفت مصادر، دوافع رفض حلفاء قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة الذي جمع قوى سودانية.

وكان كل من قادة حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، والعدل والمساواة جبريل إبراهيم، والحركة الشعبية مالك عقار، حلفاء البرهان، أعلنوا رفضهم للبيان الختامي لمؤتمر القوى السودانية بالقاهرة الذي عقد يوم السبت، وقالوا إنه لا يمثلهم بحجة أنه لم ينص على إدانة قوات الدعم السريع.

مكاسب شخصية

وقال مصدر مطلع شارك في المؤتمر، إن “البيان الختامي تضمن إدانة انتهاكات طرفي الحرب، بينما كان حلفاء البرهان يريدون تبرئة الجيش من الانتهاكات في محاولة لإظهار الولاء لقائده الذي يتحالفون معه، وربطوا مصيرهم به”.

وذكر المصدر أن “حلفاء البرهان يريدون كذلك الضغط على الوسطاء للحصول على مكاسب شخصية بتخصيص مقعد لهم في المفاوضات المقبلة لتكون ثلاثية الأطراف عوضًا عن ثنائية بين الجيش وقوات الدعم السريع، خصوصا أن اتفاق جوبا الذي حملهم إلى السلطة بات في مهب الريح بعد اندلاع الحرب”.

وأشار إلى أن “أطراف اتفاق جوبا الذين انحازوا للجيش السوداني أصبحوا جزءًا منه، ولا يمكن أن يجلسوا كطرف ثالث في المفاوضات”.

وتطرق المصدر، إلى كواليس مؤتمر القاهرة، قائلًا إن “مجموعة تنسيقية تقدم جلست قبل ساعات من انطلاقة المؤتمر لمعرفة الأجندة والرؤية المطروحة، فوجدت هنالك ثلاث كلمات لصالح حلفاء الجيش هم عقار ومناوي وجعفر الميرغني، مقابل كلمة واحدة لعبدالله حمدوك؛ الأمر الذي جعلها تعترض على ذلك حيث طالبت بالتساوي في عدد المتحدثين، أو لا تمنح كلمة للطرفين”.

وأضاف أن “الوسطاء تدخلوا واقترحوا أن يقدم السياسي السوداني الشفيع خضر، كلمة واحدة نيابة عن جميع المشاركين، وهو ما وافقت عليه مجموعة تقدم، لكنه أربك حسابات حلفاء البرهان“.

وأشار المصدر، إلى أن “حلفاء البرهان كانوا قد أعدوا غرفهم لنقل كلماتهم التي يشتمون فيها قوات الدعم السريع وتنسيقية تقدم، لكن بعد استبعادهم أصابهم الاضطراب والارتباك، حيث رفضوا الجلوس مع ممثلي تقدم بعد تقسيم المشاركين لثلاث مجموعات عمل هي وقف الحرب والعمل الإنساني والمسار السياسي”.

وأضاف أن “الوسطاء اقترحوا بعد ذلك أن تسلم كل مجموعة توصياتها على حدة إلى لجنة صياغة مشتركة مكونة من 10 شخصيات لكتابة البيان الختامي من جملة التوصيات، حينها اتضح أن ليس لحلفاء البرهان أي رؤية جاهزة ومكتوبة حول النقاط الثلاث”، وفق قوله.

مناورة

وحول ما أثاره حلفاء البرهان في القاهرة، قال القيادي في حزب الأمة القومي عروة الصادق، إن “ما حدث نوع من المناورة لأسباب متعددة ليس من بينها ما تذرع به مناوي وجبريل في تصريحاتهما على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأضاف عروة أن “المؤسف أن حلفاء البرهان كانوا قد وقعوا قبل أيام معدودة على مسودة لا تختلف كثيرا عما تم التوقيع عليه يوم السبت في القاهرة”.

وذكر أن الأمر مرده “أسباب ذاتية وشخصية، وليست منطلقة من سياقات موضوعية، وهم بهذا التمنع يحاولون انتزاع تنازلات إضافية والحفاظ على مكاسب ذاتية في السلطة والثروة، ولا علاقة للأمر بشأن إنساني أو إغاثي أو بحث عن عدالة أو خوف على المواطنين وممتلكاتهم”.

وأضاف أنه “لا يوجد شخص يبحث عن السلام لا يوقع على وثيقة تنادي بوقف الحرب”.

وتوقع عروة، “تطمين حلفاء البرهان على المكاسب التي سيحصلون عليها من هذا الاتفاق والاتفاقات اللاحقة، وإقناعهم بأهمية التوقيع على الاتفاقات في وقت أبكر”.

الولاء للبرهان

من جهته، رأى المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم، أن “حلفاء البرهان ظهر عليهم الارتباك منذ حضورهم إلى القاهرة”، مشيرًا إلى أنهم يريدون إظهار الولاء لقائد الجيش السوداني الذي يحاربون معه، لأن التحالف مع الجيش له التزاماته وأعباؤه، وفق قوله.

وأكد عبدالعظيم أن الخلاف لم يكن على مخرجات المؤتمر على نحو ما ساقه حلفاء البرهان.

واعتبر أن رفضهم الجلوس مع ممثلي تنسيقية “تقدم” بعد اتهامها بموالاة قوات الدعم السريع، هو “محاولة لتبرير مشاركتهم في الحرب جنبًا إلى جنب مع الجيش”.

وأضاف أن “الزوبعة التي أثاروها تعكس مدى الارتباك الذي كانوا فيه، لا سيما وأنهم لم يكن لهم موقف واضح حيث شارك ممثلوهم في صياغة البيان الختامي ووافقوا عليه ثم عادوا ورفضوا التوقيع عليه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى