خريطة السيطرة في السودان.. ما مصير «الدلنج»؟
وسط غياب أفق الحل السياسي، ألقت الحرب بظلالها على الأوضاع الأمنية والإنسانية بالسودان، بالتزامن مع تزايد رقعة المعارك بين طرفي الصراع.
إذ اتهمت قوات “الدعم السريع“، الجيش السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبدالعزيز الحلو، بارتكاب انتهاكات واسعة طالت القبائل العربية وتصفية عناصرها داخل القوات المسلحة بتهمة موالاة الدعم السريع، في ولاية جنوب كردفان.
وخلال اليومين الماضيين، فرضت قوات الحركة الشعبية سيطرتها الكاملة على مدينة “الدلنج” إحدى أكبر مدن الولاية.
وتقاتل الحركة الشعبية بقيادة الحلو، القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ يونيو/حزيران 2011.
ويتكون “الجيش الشعبي” الذارع العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبدالعزيز الحلو، من إثنية النوبة (الأفريقية)، الذي يقاتل من أجل علمانية الدولة وحق تقرير المصير.
جرائم ضد الإنسانية
إلى ذلك، نفى مصدر عسكري بقوات “الدعم السريع” سيطرة قواته على مدينة “الدلنج”، واتهم الجيش السوداني والحركة الشعبية بـ”تنفيذ جرائم ضد الإنسانية ضد قواتهم بالولاية من أجل طردها من جنوب كردفان”.
وبحسب المصدر العسكري، فإن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني “تخطط لإشعال حرب عرقية بالولاية، بعد الاغتيالات التي طالت مجموعة من عناصر القبائل العربية داخل القوات المسلحة”.
ووفقا للمصدر العسكري، فإن الجيش السوداني “سلم مدينة الدلنج للحركة الشعبية دون قتال، لتدشين تحالف غير مُعلن بين الطرفين لقتال قوات الدعم السريع بالولاية”.
والدلنج مدينة تقع في ولاية جنوب كردفان بالسودان على ارتفاع 688 مترا (2254 قدما) فوق سطح البحر وعلى بعد 498 كيلومترا (309 أميال) جنوب الخرطوم عاصمة السودان ونحو 115 كيلومترا (71.45 ميل) شمال كادوقلي، حاضرة الولاية.
وتعد ثاني أكبر مدينة في ولاية جنوب كردفان وتتوسط منطقة جغرافية متنوعة الطبيعة تتميز بتلالها ووديانها الموسمية وتربتها الطينية والرملية التي جعلت منها منطقة زراعية مهمة. كما تعتبر من المدن الرائدة في مجال التعليم بالسودان.
خريطة السيطرة
ومنذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان الماضي، سيطرت قوات “الدعم السريع“، على أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، وبسطت سيطرتها بشكل كامل على ولاية الجزيرة (وسط)، وولايات غرب دارفور، ووسط دارفور، وجنوب دارفور، وشرق دارفور، وتسعى للسيطرة على ولاية شمال دارفور.
وتقدر مساحة دارفور بخٌمس مساحة السودان، وتحد الإقليم 3 دول: من الشمال ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى، فضلا عن متاخمته بعض الأقاليم السودانية مثل بحر الغزال وكردفان من الشرق.
ويمثل إقليم دارفور، نظرا لحدوده المفتوحة ومساحته الشاسعة ولوجود قبائل عديدة لها امتدادات داخل دول أفريقية أخرى، منطقة صراع مستمر.
كما سيطرت قوات “الدعم السريع” على أجزاء واسعة من ولايات شمال كردفان، وغرب كردفان، وجنوب كردفان، وأجزاء كبيرة من ولاية النيل الأبيض (جنوب)، وسنار (جنوب شرق).
بالإضافة إلى ذلك، تسعى للزحف نحو ولايات القضارف، وكسلا، والبحر الأحمر، (شرق)، ونهر النيل والشمالية (شمال)، والنيل الأزرق (جنوب شرق).
المواقع الاستراتيجية
وفيما يتعلق بالمواقع الاستراتيجية، تسيطر قوات الدعم السريع على مصنع “اليرموك”، ومصفاة “الجيلي”، ومحطة “قري” الحرارية”، ومعسكر “طيبة الحسناب”، و”الدفاع الجوي”، ومعسكر “صالحة”، ومعسكر “فتاشة”، ومعسكر “النسور”، وهيئة قيادة الأركان”، والجزء الغربي والجنوبي من القيادة العامة للجيش، و”مطار الخرطوم”، و”القصر الرئاسي”.
كما تسيطر على “اللواء الأول مشاة”، و”الإذاعة والتلفزيون”، و”أرض المعسكرات”، و”المدينة الرياضية”، و”فرع الرياضة العسكري”، ومعسكر “أبو كراتين” و”الإمدادات العسكرية”، و”معهد الأمن الوطني”، وإدارة العمليات الخاصة”، و”الشرطة العسكرية”، و”اللواء الخامس مشاة”، و”المنطقة المركزية”، ومعسكر “السواقة” – الكدرو شمالي بحري، وقاعدة “النجومي” الجوية بمنطقة جبل أولياء جنوبي العاصمة.
سيطرة ونفوذ الجيش
بينما يحكم الجيش السوداني سيطرته على أجزاء كبيرة من مقر القيادة العامة، وسط العاصمة الخرطوم وجسر أم درمان، و”الحلفايا” جهة أم درمان، وجسر “الحديد” وجسر “كوبر”، وأجزاء واسعة من مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، والأجزاء الجنوبية من مدينة الخرطوم.
الجيش يسيطر أيضا على “سلاح المدرعات” جنوبي الخرطوم، و”سلاح الإشارة” بمدينة بحري شمالي الخرطوم، و”سلاح المهندسين” بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وقاعدة “وادي سيدنا” العسكرية شمال مدينة أم درمان.
وفيما يتعلق بالولايات، يسيطر الجيش السوداني، وفق مصادر عسكرية وشهود عيان على البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف (شرق) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، والشمالية ونهر النيل (شمال)، وأجزاء واسعة من ولايات النيل الأبيض (جنوب) وشمال وغرب وجنوب كردفان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و”الدعم السريع” خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.