أحداث

خبراء: انقسام داخل حزب البشير يمهد لوقف الحرب في السودان


توقع خبراء أن تساهم الخلافات داخل حزب المؤتمر الوطني المنحل، بوقف الحرب المستمرة  في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتأثيرها الواسع على مجريات الصراع.

وكان المؤتمر، هو الحزب الحاكم خلال عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

واحتدمت الخلافات داخل الحزب ما ينذر بانقسامات وشيكة داخل المجموعة المتورطة في إشعال وتأجيج نيران الحرب التي وضعت السودان على شفا التمزق.

واتسع نطاق الخلافات على خلفية تنصيب أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني، بمساندة علي كرتي، وهو الآخر متهم رئيس بإشعال نيران الحرب الجارية في البلاد.

ووجد تنصيب هارون على رئاسة الحزب المنحل، معارضة واسعة من مجموعة أخرى يقودها إبراهيم محمود حامد، التي أعلنت عدم اعترافها برئاسة هارون، واعتبرت ما حدث انقلابًا على الحزب ومؤسساته.

انقسام

وخلال الفترة الماضية بدأت مساعي التوسط بين المجموعتين لأجل نزع فتيل الأزمة، بيد أن المحاولات باءت بالفشل، وأصبح الحزب قاب قوسين أو أدنى من الانقسام.

واشترطت مجموعة إبراهيم محمود، خلال ردها على مساعي نزع الخلافات، إلغاء كل ما يتعلق باجتماع مجلس الشورى الذي انعقد بعطبرة، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفر عن اختيار أحمد هارون رئيسًا للحزب، على أن يظل إبراهيم محمود رئيسًا لحين انعقاد الشورى بالإجراءات الصحيحة، وفق بيان.

واتهم البيان “مجموعة علي كرتي وأحمد هارون” بتأجيج الصراع، حاليًا، بدعم أحد الأطراف بأموالها وأجهزتها.

وقال البيان، إن  “أحمد هارون، فور خروجه من السجن في بداية الحرب ذهب إلى مدينة كسلا شرقي السودان، والتقى إبراهيم محمود، وأفاده بأنه جاء مكلفًا من قِبَل الحركة الإسلامية، لاستنفار المقاتلين للقتال مع الجيش”.

وأضاف البيان، أن “الرئيس المخلوع عمر البشير، دعم موقف أحمد هارون، وقال إنه الرئيس الشرعي للحزب، وطلب من بعض القيادات بما في ذلك رئيس الشورى المناوب مساندة أحمد هارون، وإلا فإنه سيخرج من السجن، قريبًا، وسيتخذ من القرارت ما سيعيد هارون لرئاسة الحزب”.

وحول اجتماع الشورى الذي فجرّ الخلافات كشف البيان أن إجراءات التأمين تولاها جهاز ليس بصاحب اختصاص ومعه آخرون وإبعاد جهاز الحزب المعني بتأمين الاجتماع، في إشارة إلى أن الجيش هو من قام بتأمين اجتماع الحزب في عطبرة.

خلافات متجددة

وينظر المحلل السياسي صلاح حسن جمعة، للصراع داخل حزب المؤتمر الوطني بأنه “امتداد لخلافات قديمة متجددة طرفها مجموعة محددة ظلت متمسكة باحتكار السلطة لحماية مصالحها الاقتصادية”.

وقال جمعة إن “هذه المجموعة تغلغلت في جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، ووقفت ضد كل حراك يسعى لنقل السلطة إلى الشعب السوداني”.

وأشار إلى أن “المجموعة التي يقودها علي كرتي، وعلي عثمان، وحليفهما، الآن، أحمد هارون، ظلت القاسم المشترك في كل الخلافات التي احتدمت داخل حزب المؤتمر الوطني”.

وأضاف أن “الخلافات وسط مجموعة حزب المؤتمر الوطني ممتدة حتى داخل كتائبهم الجهادية التي تقاتل مع الجيش ضد قوات الدعم السريع”.

لمصلحة الشعب

من جهته رأى المحلل السياسي عمر محمد النور، أن “الصراع داخل حزب المؤتمر الوطني ستكون نتائجه في صالح الشعب السوداني، لأنه سيقود إلى وقف الحرب التي تؤجج نيرانها المجموعة المتصارعة”.

وقال النور إن “الخلافات بين الحزب المنحل ستمثل ضربة لدعاة استمرار الحرب في السودان، لجهة أن هذه الخلافات ستؤثر على معنويات المقاتلين، وبالتالي توقفهم عن القتال وإنهاء الحرب”.

وأشار إلى أن “هذه الخلافات تعزز صحة الاتهامات التي ظل يوجهها قائد قوات الدعم السريع، لما يسميها مجموعة علي كرتي بأنها تقف وراء استمرار الحرب لأجل السيطرة على السلطة، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى