حمدوك: تعدد المليشيات يقوض الدولة ويضعف الجيش القومي في السودان
تُبرز تصريحات عبد الله حمدوك حجم التعقيدات التي تواجه إعادة بناء المؤسسة العسكرية في السودان بعد سنوات من الصراع وتعدد القوى المسلحة.
قال رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» ورئيس الوزراء الانتقالي السابق عبد الله حمدوك في مقابلة مع مجلة «أفق جديد» إن تعدد المجموعات المسلحة في البلاد أدى إلى تآكل مفهوم الجيش القومي، مؤكداً أن معالجة هذا الواقع تتطلب إعادة تعريف دور المؤسسة العسكرية داخل الدولة.
وأوضح حمدوك أن استقرار السودان يرتبط بإعادة صياغة العلاقة بين الجيش والسلطة المدنية، مشيراً إلى أن بناء دولة مستقرة يستلزم إصلاحاً أمنياً وعسكرياً شاملاً يفضي إلى تشكيل جيش مهني موحد بعقيدة وطنية واضحة يخضع للسلطة المدنية.
وقال إن انتشار المجموعات المسلحة خارج إطار الدولة أضعف وحدة المؤسسة العسكرية، وحوّل السلاح إلى أداة نفوذ مستقلة، ما أدى إلى انتقال القوة من يد الدولة إلى فضاء تتنافس فيه الأطراف السياسية والعسكرية.
وأضاف حمدوك أن إعادة توحيد القوات المسلحة بعد الحرب تظل ممكنة لكنها عملية معقدة، وتتطلب تسوية سياسية شاملة وبرامج دمج وتسريح وإعادة تأهيل، إلى جانب ضمانات دستورية وإرادة وطنية ودعم إقليمي ودولي.
وأشار إلى أن هذه العملية يجب أن تكون جزءاً من مشروع وطني أوسع يعيد احتكار السلاح للدولة ويؤسس لعلاقة جديدة بين الجيش والمجتمع والسلطة.




