أحداث

جيبوتي تحتضن أول لقاء للبرهان وحميدتي

فرصة للحل بالسودان؟


تسابق منظمة التنمية بشرق أفريقيا “إيغاد”، الزمن، لصياغة حل سياسي في السودان، عبر جمع طرفي الصراع في لقاء طال انتظاره بجيبوتي.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش وقوات “الدعم السريع” خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

ووفقا لتقارير إعلامية، فإن  عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، تسلم خطابا من رئيس منظمة “إيغاد”، يدعوه للقاء قائد قوات “الدعم السريع“، محمد حمدان دقلوحميدتي“، يوم الخميس المقبل في جيبوتي.

وقالت مصادر دبلوماسية إن “اللقاء المرتقب بين البرهان وحميدتي، سيناقش وقف إطلاق النار، وفتح المسارات الإنسانية”.

وسيكون هذا اللقاء حال عقده هو الأول بين البرهان وحميدتي منذ اندلاع الاشتباكات في أبريل/نيسان الماضي.

وبحسب المصادر ذاتها ، فإن الاجتماع سيناقش أيضا، سُبل وقف الحرب عبر الحل السياسي التفاوضي.

المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لحساسية الملف، قالت أيضا، إن اللقاء المرتقب يأتي تحت ضغوط إقليمية ودولية، خاصة من الولايات المتحدة ودول أخرى، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، لإنهاء الصراع وتداعياته الإنسانية بالغة التعقيد.

خطابات حمدوك

وفي خطوة لتشجيع عقد اللقاء المرتقب، دعا رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان، رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، البرهان وحميدتي، لاجتماع عاجل يناقش وقف الحرب المستمرة في السودان.

وقال حمدوك في منشور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين إنه، “نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وجهت رسالتين خطيتين إلى الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسلحة والفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع أطلب منهما اللقاء عاجلا بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب التي قتلت وشردت السودانيين ودمرت البنى التحتية ويهدد استمرارها بقاء الوطن”.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توافقت قوى سياسية من بينها قوى “الحرية والتغيير” على تسمية رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك رئيسا مؤقتا لتحالف (تقدم) مع عضوية 60 آخرين، لمتابعة التحضير للمؤتمر التأسيسي للتحالف الجديد.

وانخرط حمدوك منذ تكليفه في لقاءات مع الفاعلين الإقليميين من أجل حشد الدعم لوقف الحرب.

الحل التفاوضي

إلى ذلك، ذكر بيان أصدرته تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية أن الاجتماع المرتقب سيبحث “السبل الكفيلة بوقف الحرب عبر الحل السياسي التفاوضي وفقا لخارطة الطريق التي أعدتها تنسيقية تقدم والرامية لإنهاء الحرب التي قال إنها قتلت وشردت أبناء الوطن ودمرت البنى التحتية ومزقت اللحمة الوطنية وتسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة ويهدد استمرارها بقاء السودان”.

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تبنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية خارطة طريق تهدف لإنهاء الحرب وتأسيس حكم مدني ديمقراطي عبر حل سياسي متفاوض عليه ويتم التوقيع عليه من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوى المدنية كافة عدا حزب المؤتمر الوطني الحلول والحركة الإسلامية وواجهاتها، ليكون أساسا ملزما للعملية السياسية.

ورأى البيان أن هذه الخطابات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها القوى الديمقراطية المدنية من أجل وقف القتال وحماية المدنيين وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يكابدها الشعب السوداني جراء الحرب التي تتطور يوما بعد يوم لتشكل مهددا وجوديا لتماسك البلاد ووحدتها وسيادتها.

وأوضح أن القوى المدنية الديمقراطية ستواصل جهودها خلال الفترة المقبلة في حراك داخلي وخارجي واسع للعمل على إحلال السلام المستدام في السودان.

كارثة إنسانية

وإثر تداعيات الحرب، أعلن وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، خروج معظم مراكز غسيل الكلى العاملة بولاية الجزيرة عن الخدمة بما يهدد حياة نحو ألفي مريض.

وقال الوزير خلال اجتماعه مع المدير العام للمركز القومي لأمراض وجراحة الكلى نزار حسن زلفو، إن “كل مراكز غسيل الكلى بولاية الجزيرة توقفت عن العمل بعد دخول الدعم السريع للولاية وأن هناك ألفي مريض حياتهم مهددة.”

وأوضح أن مراكز غسيل الكلى في حاجة إلى المتابعة المستمرة وتوفير احتياجاتها، وكشف عن توفر الإمداد للمراكز الخاصة بالغسيل في كل السودان لمدة ستة أشهر إضافية.

بدوره، قال مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى نزار حسن زلقو إن نحو ألفي مريض كلى كانوا يتلقون الخدمة بولاية الجزيرة من خلال 19 مركزا تعمل منها تسع الآن.

ووجه إدارات المراكز باستقبال المرضى القادمين من الولايات المتأثرة بالحرب وتقديم الخدمة مجانا، وتعهد بتوفير كامل احتياجات المراكز.

إجلاء مستمر

ومع تمدد نيران الحرب، أعلنت الحكومة السودانية، بدء إجلاء المئات من الأطفال والفتيات مجهولي السند ومسنين وذوي احتياجات خاصة من مدني عاصمة ولاية الجزيرة، إلى ولايتي البحر الأحمر وكسلا شرقي السودان.

وفي يونيو/حزيران الماضي أجلى الصليب الأحمر 300 من الأطفال مجهولي الأبوين و70 آخرين من مقدمي الرعاية، من العاصمة الخرطوم إلى ولاية الجزيرة بعد احتدام القتال في العاصمة وضعف الخدمات، ما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم جوعا.

وانتقال الصراع العنيف إلى ولاية الجزيرة، تسبب في بقاء أعداد كبيرة من الأطفال فاقدي السند ومسنين عالقين في مرمى النيران، ليطلق ناشطون أصوات استغاثة تطالب بسرعة الإجلاء من مواقع الاشتباكات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى