أحداث

جنوب أم درمان بيد الدعم السريع.. الجيش يخسر موقعًا جديدًا


تواصل قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب عسكرية ملموسة على الأرض في مواجهة الجيش السوداني، وسط تصاعد وتيرة العمليات القتالية .واتساع رقعة سيطرتها على عدد من المناطق الحيوية والاستراتيجية، في تطور يعكس تحولات لافتة في المشهد الميداني والعسكري لصالحها.

وفي أحدث هذه التطورات، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على بلدة رهيد النوبة، الواقعة جنوب أم درمان، إثر هجوم مباغت وصف بـ”النوعي”. أوقع عشرات القتلى في صفوف الجيش السوداني والقوات الموالية له. وتُعد البلدة، التي تقع على بعد 20 كيلومتراً فقط من العاصمة، ذات أهمية استراتيجية باعتبارها نقطة مركزية على خط الصادرات الحيوي بين مدينة بارا وأم درمان.
وتُظهر مقاطع مصورة بثتها حسابات مقربة من قوات الدعم السريع، انتشارًا كثيفًا لعناصرها داخل البلدة، إلى جانب مشاهد توثق مقتل عدد من الجنود التابعين للجيش السوداني. كما أكد متحدثون ميدانيون من داخل الدعم السريع نية القوات التقدم نحو مناطق أكثر قربًا من قلب أم درمان. ما يرفع من مستوى الضغط العسكري والسياسي على قيادة الجيش.

ويرى مراقبون أن التحول النوعي في أداء قوات الدعم السريع يعود في جزء كبير منه إلى الاستخدام المكثف لسلاح المسيّرات الهجومية. والذي بات يمثل عامل تفوق حاسم في عدد من جبهات القتال. وتستخدم القوات المسيّرات ليس فقط في تنفيذ ضربات دقيقة ضد المواقع والتحصينات. بل أيضًا في أعمال الرصد والتجسس وجمع المعلومات الاستخبارية. ما يُمكّنها من تنفيذ هجمات مباغتة بمستوى عالٍ من التنسيق.
ويؤكد محللون عسكريون أن الجيش السوداني يواجه تحديًا متزايدًا في التكيف مع هذا النوع من التهديدات، خاصة في ظل محدودية قدراته على التصدي للمسيّرات. ما جعله في موقف دفاعي متكرر. وأشار بعضهم إلى أن هذه التكنولوجيا أصبحت أحد أبرز أدوات الحسم الميداني لدى الدعم السريع. و”تُحدث فرقًا حاسمًا في مسار الحرب”.

وفي مقابل هذا التقدم، تسود حالة من الارتباك والتراجع في صفوف الجيش السوداني. الذي لم يصدر حتى الآن بيانًا رسميًا بخصوص التطورات الأخيرة في رهيد النوبة. ويُفسّر هذا الصمت، وفق مراقبين، على أنه إشارة إلى حجم الخسارة التي تعرض لها الجيش. كما يُشير إلى تآكل واضح في خطوط دفاعه المتقدمة.
وتزامن إعلان السيطرة على رهيد النوبة مع تأكيد قوات الدعم السريع استيلائها على مناطق كازقيل والرياش بولاية شمال كردفان. ما يعزز تمركزها في الإقليم ويمكّنها من توسيع رقعة نفوذها باتجاه العاصمة.
إلى جانب التقدم العسكري، تستمر قوات الدعم السريع في فرض حصار خانق على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. منذ مايو/أيار 2024، في خطوة اعتبرها محللون تهدف إلى إضعاف معنويات الجيش وقطع طرق الإمداد والمساعدات الإنسانية. 

أما في ولاية شمال كردفان، فتُشير تقارير ميدانية إلى أن قوات الدعم السريع باتت تسيطر على خمس محليات من أصل ثمانٍ، فيما يكتفي الجيش بالسيطرة على ثلاث فقط. وسط تراجع مستمر لمواقعه وتقدم ملحوظ لقوات الدعم، خاصة في الشمال والغرب.
وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن الميزان العسكري بدأ يميل بوضوح لصالح قوات الدعم السريع، التي لا تكتفي فقط بالسيطرة على مواقع جديدة. بل باتت تشكّل تهديدًا مباشرًا على مراكز ثقل الجيش السوداني في الخرطوم. ومع استمرار اعتمادها على المسيّرات وتعميق الفوضى في خطوط الجيش. قد نشهد في الفترة القادمة تحولات أكثر جذرية في خريطة السيطرة والنفوذ داخل السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى