تحقيقات

تقدم قوات حميدتي في الجزيرة يُتبع بتبادل القصف المدفعي شرق الخرطوم


هز دوي قصف مدفعي عنيف المناطق الشرقية بمدينة الخرطوم صباح اليوم الخميس، حيث تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف على مواقع عدة في محيط سلاح المدرعات وقيادة الجيش.

وأفاد مراسل “العربي” أحمد ضو البيت بأن الجيش السوداني استخدم المسيّرات لقصف مواقع وتمركز الدعم السريع جنوبي الخرطوم في منطقتي جبرة وأبو آدم والنزهة والأزهري، مشيرًا إلى تصاعد أعمدة الدخان بكثافة في عدة مناطق بما فيها شرق النيل.

من جهتها، ردت قوات الدعم السريع بالقصف من مواقع تمركزها شرقي الخرطوم ما يعتقد أنها أهداف تابعة للجيش في سلاح المدرعات ومحيط القيادة العامة للجيش. كما سمع دوي قصف مدفعي عنيف صادر من منطقتي الطائف والرياض جنوب شرق الخرطوم من مواقع يُعتقد أنها تابعة للدعم السريع.

وفي مدينة أم درمان أفاد شهود عيان بأن الجيش قصف من قاعدة وادي سيدنا العسكرية مواقع الدعم السريع في منطقة أم درمان القديمة وامتد القصف إلى شمال بحري.

وتشهد عدد من الأحياء عمليات نهب واسعة خاصة شرقي الخرطوم.

على الصعيد الصحي، تواصل إضراب الكوادر الطبية العاملة بمركز “عبد السلام لمرضي السكري” بالفاشر بدواعي نقص المعدات والمستلزمات الطبية مما تسبب في تكدس مرضى السكرى أمام المركز.

وفي نيالا، ناشدت غرفة الطوارئ الصحية بفتح ممرات آمنة لإلحاق المصابين إلى المستشفى التركي جنوبي المدينة جراء عمليات القصف المدفعي والجوي والذي راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين المدنيين.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان قبل خمسة أشهر، كانت ولاية الجزيرة الملجأ المثالي للعائلات الهاربة تحت القصف من الخرطوم، لكن تقدّم قوات الدعم السريع في اتجاهها يثير الرعب اليوم بين السكان والنازحين، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وشُكّلت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو إبان حرب دارفور مطلع القرن الحالي للقضاء على التمرّد في الإقليم الغربي بالسودان، وهي تخوص اليوم حربًا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وتقدّمت هذه القوات 50 كيلومترًا قبل أن تعود أدراجها وتتمركز على بعد 17 كيلومترًا شمال الكاملين، أي على بعد قرابة 80 كيلومترًا من الخرطوم، حيث تفرض سيطرتها على معظم المناطق، وفق وكالة “فرانس برس” نقلًا عن خبراء.

ويعيش سكان المناطق المجاورة لنقاط انتشارها في خوف، حيث أغلب محلات السوق مغلقة.

ويقول سكان إنهم يخشون أعمال نهب وقتل تواكب وصول قوات الدعم السريع إلى أي مكان في السودان حيث قتل منذ 15 أبريل  7500 شخص على الأقل، وفقًا لمنظمة غير حكومية تقوم بإحصاء الضحايا. كما غادر قرابة خمسة ملايين منازلهم هربًا من الحرب.

وبات دوي القصف الجوي يُسمع الآن من الكاملين. وقال سكان إن طائرات الجيش قصفت يوم الثلاثاء الماضي نقاط ارتكاز لقوات الدعم السريع في الباقير بولاية الجزيرة، على بعد 50 كيلومترًا من الكاملين ومن الخرطوم.

وإزاء الروايات المنتشرة عن أهوال الحرب خصوصًا في الخرطوم التي فر نصف سكانها، وفي دارفور (غرب)، لم تعد التطمينات ذات مغزى حيث أكدت الحكومة أن منطقة شمال الجزيرة أصبحت منطقة تدير شؤونها قيادة الجيش.

وفي السياق أوضح، والي الجزيرة المكلّف إسماعيل عوض الله لصحافيين أن “شمال الجزيرة منطقة عمليات عسكرية، وهذا شأن تحت إدارة قيادة الجيش”.

وتعدّ ولاية الجزيرة الممتدة عل مساحات شاسعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق، منطقة حساسة وهي معروفة بأراضيها الخصبة وحقول القطن المنتشرة فيها.

هذا العام، للمرة الأولى في تاريخ الولاية، ظلت الأراضي بورًا. وتحولت المدارس والمباني الحكومية إلى معسكرات إيواء متواضعة للنازحين وتوقفت المصانع منذ شهور.

وقال وزير المالية المكلف جعفر أبو شوك لصحافيين: “الولاية فقدت 88% من إيراداتها جراء الحرب”.

وتوقّفت الولاية منذ أبريل الفائت عن دفع مرتبات موظفين حكوميين من بينهم معلمو المدارس الذين رغم ذلك بدأوا عامهم الدراسي في الشهر الجاري في فصول دراسية مكتظة بسبب انضمام أعداد كبيرة من النازحين إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى