شهدت صفوف القوات المسلحة السودانية حوادث تصفيات كثيرة واغتيالات، بعضها تقوم بها الحركة الإسلامية للتخلص من كل مناوئيها في الجيش، وتعزيز نفوذها، وفرض أجندتها بدون أيّ معارضة، وبعضها الآخر يتعلق بتصفيات على أساس إثني.
وحول جرائم جماعة الإخوان المسلمين والنظام السابق المتغلغل بشكل كبير في القوات المسلحة، ذكرت مصادر خاصة لـ (حفريات) أنّ عدداً من الضباط والجنود لقوا حتفهم في قواعد ونقاط بعيدة عن أرض المعركة وعن نقاط التماس، إلا أنّهم سجلوا ضمن قوائم ضحايا الحرب، ورجحت تلك المصادر أنّ الجماعة الإسلامية والمحسوبين على النظام السابق يقومون بتصفة كل شخص معارض لهم أو لا يساندهم في الحرب، لإحكام سيطرتهم على القوات المسلحة.
وفي سياق منفصل، حصلت صحيفة (دارفور 24) على إفادات من مصادر عديدة بحدوث تصفيات على أساس اثني بين ضباط وجنود الجيش السوداني بحامية الدلنج بولاية جنوب كردفان عقب سقوط منطقة هبيلا العسكرية على أيدي قوات الدعم السريع الأحد الماضي .
ونقل أحد المصادر قوله لـ (دارفور24) أنّ أعمال عنف واسعة طوال الأسبوع الماضي مورست بين جنود وضباط الجيش، إثر اتهامات بين عناصر القوات في حامية الدلنج بتورط البعض في تسهيل مهمة قوات الدعم السريع للاستيلاء على القاعدة العسكرية التابعة للجيش في منطقة هبيلا (40) كيلو متراً جنوب شرق الدلنج .
وقال المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه: إنّ أعمال العنف شملت القتل والتعذيب والشنق والتمثيل بالجثث، بعد أن انقسمت القوات على أساس اثني؛ وقد فرّ بعض الجنود من قاعدة هبيلا للاحتماء بإحدى القواعد العسكرية التابعة لقوات الحركة الشعبية.
ولم يصدر عن قيادة الجيش أيّ تفسير لتلك الحوادث التي تحصل في صفوفه، رغم أنّها تشكل تهديداً وجودياً له، في وقت هو بأمس الحاجة للتماسك لمواجهة قوات الدعم السريع.