تحقيقات

تشكيل حكومة تصريف أعمال في السودان: هل هو خيار فعّال في ظل الحرب؟


دخلت المواجهات العسكرية بين القوات السودانية والدعم السريع الشهر الخامس، دون الوصول لحلول بين طرفي النزاع. في ظل استمرار المعارك، وضبابية الرؤية، وتعالي الأصوات بضرورة إيقاف الحرب التي خلفت آلاف القتلى والجرحى وضاعفت معاناة السودانيين.

حكومة مؤقتة

وفي خطوة غير متوقعة، طرح مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، تشكيل حكومة تصريف أعمال، مبررا دعوته بـ”أن الوضع في السودان يجعل تشكيل حكومة لتسيير شؤون الدولة أمرًا ضروريًا”.

وأشار عقار، في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي، الثلاثاء، إلى أن طريق الانتخابات التي تقوم على أساس الدستور واختيار الشعب السوداني لقيادته، يجب أن يكون هو الوحيد لتولي مقاعد الحكم ومسؤولية البلاد.

 مبادرة مرفوضة

دعوة عقار لتشكيل حكومة تصريف أعمال، قلل منها الطرف الآخر واعتبرها غير جادة في الوضع الراهن، معلنا تمسكه بمنبر جدة التفاوضي.

ورد ائتلاف قوى الحرية والتغيير على مبادرة مالك عقار للحل السياسي في السودان، بأنها خطوة إيجابية لكنها لن تلقى تجاوبا من الدعم السريع، مؤكدا دعمها لمنبر جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية وأمريكا.

تحسين ظروف

وتوقع القيادي بائتلاف الحرية والتغيير، يوسف محمد زين، تشكيل حكومة لتسيير شؤون البلاد في وقت قريب، وقال: “لا علم لي متى يكون ذلك وممن تتكون”.

وقال محمد زين، إن “الخطوة يمكن أن تٌحسن من ظروف المواطن الصعبة التي يعيشها، لكنها لن تساهم في حل الأزمة السودانية”.

بالون اختبار

ويشير فائز السليك، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، إلى أن “الحديث عن تشكيل حكومة تصريف أعمال حديث غير واقعي. وربما يكون بالون اختبار لمعرفة جدية القوى المدنية وما تسرب حول تشكيل حكومة موازية”.

وأكد السليك ن “الخطوة لن تحل الأزمة، لكونها سياسيا لن تجد التأييد الشعبي، ولا دبلوماسياً تستطيع فك العزلة الإقليمية والدولية المفروضة منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، فضلاً عن اعتراف القوى السياسية، أو قوات الدعم السريع”.

واستطرد: “وقبل ذلك لن تتمكن أي حكومة تصريف أعمال من تغيير الأحوال بتقديم خدمات الصحة والتعليم والأمن.. ماذا تفعل حكومة لا تمتلك السيطرة على عاصمتها وأجوائها بما في ذلك المطار الدولي؟”.

لم يعد هناك حل إلا باتحاد الجماهير وأن تنتظم في جبهة تضم كل قوى ثورة 19 ديسمبر.

حل سياسي

ودعت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، في بيان صدر عنها، إلى “إنهاء الحرب عبر حل سياسي سلمي يؤدي لاتفاق وطني على مشروع سوداني نهضوي جديد قائم على المواطنة المتساوية والديمقراطية والسلام والتنمية المستدامين والعدالة الاجتماعية والانتقالية والمحاسبة والشفافية وتوازن المصالح بين المركز والأقاليم”.

كما دعت المجتمع الإقليمي والدولي إلى “وضع قضية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين في مقدمة أجندته”.

شهادة وفاة

وقلل القيادي بالحزب الشيوعي، علي سعيد، من جدوى تشكيل حكومة تصريف أعمال والبلاد منذ 25 أكتوبر 2021 لا توجد بها حكومة “لأن لا أحد يريد أن يُغامر بسمعته وتاريخه ويقبل أن يشترك في حكومة انقلاب”.

وأوضح سعيد “ما الذي جد؟ وما برنامج حكومة تصريف الأعمال هذه؟ وما هذه الأعمال إلا أن تكون مجرد سكرتاريا لن يعترف أحد بها لأن الجماهير لن تقبل بها والمجتمع الدولي رفض منذ البداية أي حكومة يُشكلها الانقلاب، إلا إذا كان المؤتمر الوطني، حزب البشير،

وقال: “لم يعد هناك حل إلا باتحاد الجماهير وأن تنتظم في جبهة تضم كل قوى ثورة 19 ديسمبر وتختار حكومتها وفق برنامج يسترد الثورة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى