تحول عسكري نوعي.. الجيش السوداني يسعى لتغيير ميزان القوى بطائرات سوخوي
يحاول الجيش السوداني استعادة التوازن العسكري باقتناء أسلحة متطورة مع تراجع ميزان السيطرة الميدانية لصالح قوات الدعم السريع التي تواصل توسيع نطاق انتشارها في إقليم دارفور وصولًا إلى مناطق ذات أهمية استراتيجية في كردفان.
وأفاد موقع الدفاع العربي، أن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تسعى إلى إعادة بناء القدرة الجوية بوصفها العامل الحاسم في أي محاولة لاستعادة المبادرة، الأمر الذي دفعها إلى التحرك نحو صفقات محتملة لاقتناء طائرات مقاتلة من طراز “سوخوي” من دول آسيا الوسطى، وتحديدًا كازاخستان وأوزبكستان.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت قوات الدعم السريع على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور، بينما يسيطر الجيش، على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
وتعتبر القوات الجوية الكازاخية الأكثر تطورًا في المنطقة؛ فهي تعتمد على مقاتلات “سو-30 إس إم” الحديثة متعددة المهام، والتي تشكّل العمود الفقري لقدراتها الهجومية والدفاعية.
كما ما تزال تشغّل مقاتلات “سو-27″ للدفاع الجوي و”ميغ-31” للاعتراض بعيد المدى، إلى جانب “سو-25” المخصصة للهجوم الأرضي والدعم القريب. وتحتفظ كازاخستان أيضًا بعدد من مقاتلات “ميغ-29” القديمة التي تُستخدم غالبًا في التدريب أو كقوة احتياطية.
أما أوزبكستان، فرغم امتلاكها أسطولًا أصغر حجمًا وأقل حداثة، فإنها ما تزال تعتمد على مقاتلات “ميغ-29” التي جرى تحديث جزء منها لتبقى صالحة للعمليات، مع استمرار “سو-25” في أداء دورها التقليدي كمنصة فعالة للهجمات الأرضية، خصوصًا في المناطق ذات التضاريس الوعرة. وتشير تقارير روسية إلى أن طشقند حصلت أيضًا على عدد محدود من “سو-30 إس إم”، وإن كان أقل بكثير من حجم الأسطول الكازاخي.
وتبدو الخيارات الأكثر واقعية للسودان في المرحلة الحالية متركزة حول الحصول على مقاتلات جاهزة للاستخدام الفوري دون الحاجة لفترات تأهيل طويلة. وهذا يضع “سو-30 إس إم” الكازاخية في صدارة الأولويات، إلى جانب احتمال الاستفادة من هياكل “سو-27” أو “ميغ-29” التي يمكن إعادة تجهيزها بسرعة.
كما قد تشكل “سو-25” إضافة عملية في ميدان القتال الجاري، نظرًا لفعاليتها في دعم القوات البرية واستهداف تجمعات الخصم في عمق مناطق الانتشار.
وتدل هذه التحركات على أن القيادة السودانية باتت تدرك أن ميزان الصراع في المرحلة المقبلة سيحسمه التفوق الجوي لا التفوق العددي البري. فالسيطرة على السماء تعني القدرة على تعطيل مسارات قوات الدعم السريع، واستهداف خطوط الإمداد، وتقييد حركة القوة الهجومية التي تعتمد على الانتشار السريع والمناورة البرية.
وفي المقابل، فإن غياب عنصر القوة الجوية الفعالة يعني استمرار تقدم الخصم دون مقاومة مؤثرة.
وبهذه الخطوات، يسعى الجيش السوداني إلى إعادة تشكيل معادلة الصراع، على أمل أن تعيد المقاتلات الروسية المرتقبة شيئًا من التوازن الميداني، أو على الأقل تساعد في إبطاء الاندفاعة التي حققتها قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة. لكن نجاح هذه الاستراتيجية سيظل مرتبطًا بمدى القدرة على التسليم السريع، وتأهيل الطيارين، وتأمين الصيانة والذخيرة والدعم الفني، وهي عناصر لا تقل أهمية عن الطائرات نفسها.




