بولس: نرفض أي دور لجماعة الإخوان في السودان
في موقف سياسي حازم يعكس اتّساع دائرة الرفض الشعبي والإقليمي لنفوذ جماعة الإخوان، شدّد الخبير السياسي بولس على ضرورة استبعاد الجماعة بشكل كامل من أي ترتيبات سياسية مستقبلية في السودان، مؤكّدًا أن عودة الإخوان أو أي من أذرعهم التنظيمية تمثّل تهديدًا مباشرًا لمسار الانتقال المدني والاستقرار الوطني.
وقال بولس إن السودان يمرّ بمرحلة حرجة تتطلب تفكيك شبكات النفوذ التي أسّستها الجماعة طوال عقود، سواء داخل المؤسسات الاقتصادية أو الأمنية أو مؤسسات الخدمة المدنية، مشيرًا إلى أن هذه الشبكات كانت وما زالت جزءًا من منظومة الفساد التي أضعفت الدولة وأدّت إلى انهيارات متتالية.
أجندة إخوانية لتعطيل المسار المدني
وأوضح أن الإخوان، رغم سقوط نظامهم في 2019، ما زالوا يحاولون العودة عبر التحالف مع قوى داخل الجيش وواجهات سياسية واقتصادية تتقاطع مصالحها مع مصالح التنظيم. وهو ما يشكّل – حسب تعبيره – تهديدًا خطيرًا لأي مشروع وطني حقيقي يعيد بناء الدولة السودانية على أسس مؤسسية ديمقراطية.
ولفت بولس إلى أن الجماعة تعتمد على أدوات التضليل الإعلامي وتوظيف الأزمات الإنسانية وسيولة الوضع الأمني لتسويق نفسها كقوة سياسية قادرة على “إدارة المرحلة”، بينما الواقع يؤكد أنها أحد أبرز أسباب الانقسام والحروب داخل السودان.
مرحلة جديدة بلا إخوان
وشدّد على أن السودان بحاجة إلى مشروع وطني خالص يُبنى على قاعدة عريضة من القوى المدنية والمجتمعية، بعيدًا عن التنظيمات المؤدلجة التي تسعى لاختطاف الدولة لصالح مشاريع عابرة للحدود.
وختم بولس بأن إقصاء جماعة الإخوان من المشهد ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة للحفاظ على وحدة الدولة ووقف دوامة الحروب والصراعات، مؤكدًا أن أي عملية سلام أو انتقال سياسي لا تنطلق من هذه الحقيقة ستكون مهددة بالفشل منذ البداية.




