بعثة مستقلة توثق انتهاكات ضد سودانيين قبل لجوئهم إلى تشاد
قالت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة. إنها وثقت أنماطًا مُقلقة لجرائم تعرض لها السودانيون قبل فرارهم إلى تشاد، حيث استهدفت العديد من الانتهاكات المدافعين عن حقوق الإنسان والأطباء.
وسجلت البعثة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في ديسمبر 2023. زيارة إلى تشاد في الفترة من 30 يونيو إلى 18 يوليو الجاري. قابلت خلالها ضحايا وناجين من النزاع وأعضاء في المجتمع المدني السوداني والسلك الدبلوماسي وفريق الأمم المتحدة القطري.
وافادت البعثة في بيان تلقته “سودان تربيون”. إنها “وثقت أنماطًا مُقلقة لانتهاكات حقوق الإنسان خلال زيارتها إلى تشاد”. وأشارت إلى أنها قابلت لاجئين قدموا وصفًا تفصيليًا ومباشرًا لأعمال العنف المريعة التي عانوا منها ودفعتهم إلى النزوح من السودان. مثل القتل والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاحتجاز، والتعذيب، والاختفاء القسري، والنهب، وحرق المنازل، واستخدام الأطفال للقتال.
وأضافت: “يبدو أن العديد من الانتهاكات تستهدف على وجه التحديد المهنيين مثل المحامين ومدافعي حقوق الإنسان والمعلمين والأطباء. حيث كان التشريد القسري سمة مشتركة”.
وتابعت: “استمعت البعثة للآراء حول الخطوات التي. يمكن وينبغي اتخاذها للخروج من دوامة العنف المتواصل والتأكد من مساءلة الضالعين في الفظائع. بالإضافة إلى تحقيق العدل والدعم للضحايا”.
ولم تُحمل البعثة جماعة بعينها مسؤولية هذه الانتهاكات. حيث تشمل ولايتها تحديد الأفراد والكيانات المسؤولة عن الجرائم التي ارتكبت في سياق النزاع القائم، إضافة لتقديم توصيات لضمان المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب.
وأوضحت البعثة بأنها قصدت مناطق شرق تشاد بما في ذلك أدري وفارشانا وأبشي. مؤكدةً أن الاحتياجات القائمة تتخطى الدعم المتوفر. رغم جهود السلطات التشادية ومنظمات الأمم المتحدة والمستجيبين الإنسانيين.
وشددت على أن بلدة أدري التشادية الحدودية تستضيف 200 ألف لاجئ سوداني. وهذا رقم يتعدى 5 أضعاف حجم السكان الأصلي على الأقل.
وفر 813 ألف سوداني منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023 إلى تشاد. وفقًا لأحدث تقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية.
وقال رئيس بعثة تقصي الحقائق، شاندي عثمان، إن “هذه الأزمة بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي بأسره، حيث تحتاج منظمات الأمم المتحدة إلى مزيد من الدعم المالي. لضمان تمكين وصول اللاجئين السودانيين واللاجئين التشاديين العائدين إلى المرافق الأساسية بما في ذلك التغذية والرعاية الصحية والاحتياجات الصحية والتعليمية”.
بدورها، أشادت عضو البعثة جوي نجوزي إيزيلو بـ “شجاعة العديد من الأرامل اللواتي قابلناهن في المخيمات”. وأضافت: “لا أحد يستحق أن يعيش تجارب قاسية مغيرة للحياة مثل هذه. بالإضافة إلى خسارة أزواجهن وشركائهن، هؤلاء النساء وحدهن يتحملن مسؤولية إطعام وتعليم وعناية أولادهن بينما يخسرن بيوتهن وموارد رزقهن”.
من جانبها، أبدت عضو البعثة منى رشماوي أسفها على “سماع شهادات ضحايا العنف الجنسي، حيث يبدو أن هذا العنف يحدث أثناء الأسر وأثناء نزوح النساء والفتيات”. وأضافت: “أحيانًا يتم لمعاقبة امرأة تدافع بنشاط عن مجتمعها، وأحيانًا يحدث بشكل عشوائي وانتهازي. يجب أن تتوقف هذه الأعمال الوحشية وتقديم الجناة إلى العدالة. كما يحتاج الضحايا أيضًا إلى دعم بدني ونفسي قوي، وهو أمر غير متاح لهم الآن”.