النهود تحت القصف… الجيش ينفذ ضربات جوية جديدة في غرب كردفان

نفّذ سلاح الجو السوداني سلسلة من الغارات الجوية المركّزة صباح السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول 2025، استهدفت مواقع تمركز قوات الدعم السريع داخل مدينة النهود بولاية غرب كردفان، وفقًا لما أفادت به مصادر عسكرية وميدانية مطلعة. وتأتي هذه الضربات في إطار حملة جوية مستمرة منذ أشهر، تستهدف مناطق استراتيجية تستخدمها قوات الدعم السريع كقواعد للتموين والانطلاق، من بينها النهود والخوي والحمادي والدبيبات. وبحسب المصادر، فإن الغارات الأخيرة أسفرت عن تدمير عدد من العربات القتالية بكامل تجهيزاتها العسكرية، إلى جانب سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة، في تصعيد لافت يعكس تغيرًا في تكتيك الجيش السوداني تجاه مراكز نفوذ الدعم السريع في غرب البلاد.
تشير المعلومات الواردة من مصادر محلية إلى أن الضربات الجوية التي نفذها الطيران الحربي السوداني داخل مدينة النهود كانت دقيقة ومركّزة، واستهدفت ارتكازات رئيسية لقوات الدعم السريع. وأوضحت المصادر أن الهدف من هذه العمليات الجوية المتتالية هو تفكيك البنية العسكرية الصلبة للدعم السريع داخل المدينة، تمهيدًا لعملية برية محتملة تهدف إلى استعادة السيطرة عليها. وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين الطرفين، وسط محاولات الجيش السوداني لاستعادة زمام المبادرة في مناطق غرب كردفان، التي تشهد منذ أشهر تمددًا ميدانيًا لقوات الدعم السريع.
عقب تنفيذ الغارات الجوية، أقدمت قوات الدعم السريع على إغلاق سوق مدينة النهود، بحسب ما أفاد به شهود عيان . ويُعد هذا الإجراء مؤشرًا على حالة من الارتباك داخل صفوف القوات المتمركزة في المدينة، خاصة بعد الخسائر التي تكبدتها جراء الضربات الجوية. ويُنظر إلى إغلاق السوق على أنه محاولة للحد من الحركة المدنية داخل المدينة، وتضييق المجال أمام أي نشاط قد يُستغل في عمليات استطلاع أو تنسيق داخلي ضد قوات الدعم السريع. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير العمليات العسكرية على الوضع الإنساني في المدينة، التي تُعد مركزًا تجاريًا حيويًا في غرب كردفان.
تعود سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة النهود إلى الثاني من مايو/أيار الماضي، حين تمكنت من دخول المدينة بعد يوم واحد فقط من بدء هجماتها عليها. وتقع النهود في موقع استراتيجي عند ملتقى طرق يربط بين إقليم كردفان ودارفور، ما يمنحها أهمية لوجستية وعسكرية بالغة. وقد انسحب الجيش السوداني حينها إلى مدينة الخوي، قبل أن يتراجع لاحقًا إلى الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في خطوة عكست حجم الضغط العسكري الذي واجهته القوات النظامية في تلك المرحلة. ومنذ ذلك الحين، تحوّلت النهود إلى نقطة ارتكاز رئيسية لقوات الدعم السريع، تستخدمها في إدارة عملياتها الميدانية في الإقليم، وسط محاولات مستمرة من الجيش لاستعادتها.
