أحداث

العزلة تلاحق البرهان.. هل تصبح روسيا طوق النجاة؟


بدأ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يتلمس طريقه نحو روسيا، هربًا من العزلة العالمية، في ظل إصراره على استمرار الحرب في البلاد.

ويواصل البرهان رفض كل مبادرات التفاوض التي انطلقت على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف إنهاء الحرب ووقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها السودانيون.

وفي آخر تصريحات له قبل يومين أعلن البرهان أنه لن يذهب إلى التفاوض، وأن المعركة مستمرة حتى القضاء على قوات الدعم السريع، في وقت تسيطر فيه الأخيرة فعليًا على أكثر من نصف مساحة السودان.

وجاءت تصريحات البرهان بعد ساعات من تعطيل “الفيتو الروسي” لمشروع قرار بمجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف الحرب بالسودان وحماية المدنيين العالقين وسط الصراع، كان قد وجد تأييد جميع الدول أعضاء المجلس عدا روسيا.

وقال البرهان في تصريحاته إن “الفيتو الروسي” جاء بالتنسيق مع حكومته، وإن السودان لم يوافق على مشروع القرار، لأنه كان معيبًا ويمس السيادة السودانية ولم يلبِّ مطالبه، وفق قوله.

المحلل السياسي، عمار الباقر، استبعد صحة حديث البرهان بأن الفيتو الروسي جاء بالتنسيق معه، موضحًا أن البرهان يحاول التملق لكسب الجانب الروسي للاحتماء به في مواجهة العالم الذي توحد ضده، وفق تعبيره.

وقال الباقر إن المؤشرات تدل على أن  الفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان، جاء لأسباب تتعلق بالصراع الروسي مع الغرب، وليس من أجل البرهان.

وأضاف أن “مشروع القرار تضمن إدانات عديدة لقوات الدعم السريع، كما يفرض قيودًا على حركتها العسكرية، لذا لا أعتقد أن البرهان قد نسق مع الجانب الروسي لتعطيل القرار وتقديم هذه الخدمة لقوات الدعم السريع، والأرجح أن البرهان فوجئ بالفيتو الروسي ويحاول الادعاء بأنه جاء بالتنسيق معه”، وفق تقديره.

وأشار الباقر إلى أن القرار رغم سقوطه فإنه كشف عن وحدة العالم ضد استمرار الحرب السودانية، وذلك من خلال تصويت 14 عضوا بمجلس الأمن لصالحه فيما وقفت روسيا ضده، مبينًا أن البرهان سيجد نفسه في مواجهة هذه الدول التي قد تفرض عليه مزيدًا من العزلة الدولية.

قاعدة بحرية

من جهته أكد المحلل الأمني، عادل بشير، أن البرهان على استعداد أن يمنح روسيا ما تريده من السودان نظير الوقوف إلى جانبه في مقابل اصطفاف العالم ضده.

وأشار إلى أن روسيا ترغب في الحصول على قاعدة بحرية في السواحل السودانية على البحر الأحمر، إذ سبق أن سعت كثيرًا للحصول عليها لكن الظروف المتقلبة في السودان حالت دون تمكينها من رغبتها في بناء القاعدة العسكرية.

وذكر أن روسيا تعلم أن البرهان لا يستطيع أن يمنحها هذه القاعدة البحرية، لعدم شرعية تمثيله للسودان، حتى يتخذ مثل هذه القرارات، موضحًا أن السودان ما زالت عضويته مجمدة في الاتحاد الأفريقي، بسبب انقلاب العسكريين على الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، قبل أن تأتي هذه الحرب لتتسبب في انهيار دستوري شامل في البلاد.

وتوقع أن يواجه البرهان مزيدًا من الرفض على مستوى العالم إذا مضى في إصراره على مقاطعة منابر التفاوض لوقف الحرب، كما يمكن أن يواجه عقوبات تطاله شخصيًا، للانتهاكات المصاحبة لاستمرار الحرب، خصوصًا القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية والمنشآت الحيوية كمصادر المياه.

وكان خبراء أشاروا إلى أن الدول المؤيدة للقرار الأممي الذي عرقلته روسيا، قد تتجه إلى تنفيذه بآليات إقليمية وأفريقية، فيما ستعمل روسيا على استقطاب دول أخرى لعرقلة الإجراءات، ما قد يجعل السودان مسرحًا للصراع الدولي والإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى