السودان يقود المعدلات التاريخية للنزوح في العالم
يعيش 75.9 مليون شخص في حالة نزوح داخلي بسبب الصراع، وهو رقم قياسي، نصف هذا العدد تقريبًا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقًا لتقرير صدر حديثًا، بحسب ما نشرته شبكة “فويس أوف أمريكا”.
كارثة السودان
ويظهر التقرير الصادر عن مركز مراقبة النزوح الداخلي، أو IDMC، أن 34.8 مليون شخص في المنطقة قد نزحوا في عام 2023، ارتفاعًا عن العام السابق. وجاءت الزيادة الأكبر في السودان، الذي يعيش حاليًا في خضم حرب أهلية.
الطبيبة السودانية عائشة حسن هي من بين ملايين النازحين الجدد العام الماضي، وقالت الطبيبة إنها عندما وصلت للعمل في أحد المستشفيات لرعاية المصابين في الحرب الأهلية المستمرة في البلاد، واجهت تهديدات من قوات الدعم السريع شبه العسكرية والعصابات. وتخوض قوات الدعم السريع حربًا مع القوات المسلحة السودانية منذ أبريل من العام الماضي.
وأجبرها التهديد على ترك مرضاها ومدينتها أم درمان شمال غربي العاصمة الخرطوم، وقالت حسن إنها وعائلتها فرّوا إلى بر الأمان.
وتابعت: “من هناك ذهبت إلى منطقة شمال السودان الشمالية، التي تسمى كريمة. وبقينا هناك لمدة ثلاثة أشهر، وذهبت أنا وعائلتي إلى بورتسودان، ومن هناك نزحن هنا إلى أوغندا”.
أكبر عدد من النازحين
أدى القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى نزوح 9.1 مليون شخص منذ أبريل 2023، ما جعل السودان البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين على مستوى العالم.
ووفقًا لمركز رصد النزوح الداخلي، فإن هذا الرقم يمثل “الرقم الأكثر تسجيلًا على الإطلاق في بلد واحد منذ بدء التسجيل في عام 2008”.
وأكدت الشبكة الأمريكية أن الصراع جعل من الصعب على وكالات الإغاثة الوصول إلى الملايين من المحتاجين، مما أدى إلى المزيد من النزوح حيث يبحث الناس عن الغذاء والماء والدواء والسلامة.
نزوح إفريقي
وفي أماكن أخرى، أدى القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين الجيش والمتمردين إلى نزوح ما يقرب من 7 ملايين شخص. وأدى الصراع في إثيوبيا، الذي بدأ بحرب استمرت عامين في تيغراي عام 2020، واندلع في أجزاء كثيرة من البلاد، إلى نزوح 790 ألف شخص العام الماضي.
وأكدت الشبكة الأمريكية أن الصراعات في إفريقيا تدور عادة حول الأراضي، والسياسات المجتمعية، والسيطرة على الموارد، حيث تتعامل ما لا يقل عن عشر دول إفريقية، وأغلبها في غرب إفريقيا، مع صراعات مرتبطة بالإرهاب.
وتعد بوركينا فاسو هي الأكثر تضررًا من بين دول غرب إفريقيا، حيث نزح 700 ألف شخص العام الماضي، بزيادة 61 بالمئة عن عام 2022.
وقال فيسينتي أنزيليني، المنسق والمؤلف الرئيسي: “إن الصراع المتزايد يساهم بالفعل في هذا الاتجاه المتزايد، وخاصة الكوارث المرتبطة بالطقس، بما في ذلك الفيضانات والعواصف والجفاف، وتساهم أيضًا في رفع الأرقام إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق”.
وتابع: “ومع ذلك، فإن كل هذا يمثل اتجاهًا مثيرًا للقلق. ومن المهم التأكيد على أن الحكومات والجهات الفاعلة الإنسانية تتخذ المزيد من الإجراءات وتنتج المزيد من البيانات، وهذا بالطبع يؤثر على هذا الاتجاه”.
وقال أنزيليني إن الحكومات بحاجة إلى تحسين قدراتها على حل الصراعات والتعامل مع الكوارث الطبيعية.
وتقول الوكالة التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها، إن الغالبية العظمى من النازحين يقيمون في بلدانهم بينما يكافحون من أجل البقاء وإعادة بناء حياتهم.
ويقول مركز رصد النزوح الداخلي إنه لا يوجد بلد محصن ضد النزوح الناجم عن الكوارث، وإن الصراعات في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية أدت إلى ارتفاع هذا العدد في جميع أنحاء العالم.