أحداث

السودان يشتعل.. دعوات دولية لفرض مناطق حظر طيران لحماية المدنيين


احتدمت المواجهات العسكرية في السودان، اليوم الجمعة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، ونزوح الآلاف من مناطق متفرقة.

وبينما تزداد حدة المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، تواصلت الدعوات لفرض حظر طيران ومناطق آمنة والتشاور حول نشر قوات لحماية المدنيين في السودان.

وأفادت مصادر عسكرية بأن مواجهات اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدن الخرطوم والجزيرة والفاشر بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

ووفقا للمصادر العسكرية، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن المواجهات العسكرية اندلعت في الخرطوم، وترددت أصوات القصف المدفعي، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من مناطق القتال.

وحسب المصادر، فإن منطقة جنوب الخرطوم شهدت أيضا مواجهات شرسة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

المصادر العسكرية قالت أيضا إن منطقة “سوبا” والمدينة الرياضية بالخرطوم شهدتا تحليقا مكثفا للطيران الحربي التابع للجيش، مع سماع دوي المدافع والقصف العشوائي.

وأكدت أن الجيش السوداني استخدم الطائرات المسيرة لقصف مواقع قوات “الدعم السريع في منطقة “المقرن” وسط العاصمة الخرطوم.

وأشارت إلى أن “الدعم السريع” “حشدت عناصرها وعرباتها القتالية لعرقلة تقدم عناصر الجيش السوداني شرقا إلى مقر القيادة العامة للجيش السوداني“.

محور ولاية الجزيرة

ومع اتساع رقعة المواجهات العسكرية شهدت قرى وبلدات شرقي ولاية الجزيرة وسط السودان نزوحا جماعيا هربا من العنف والقتال.

وأبلغ شهود عيان أن الأسر النازحة اتجهت شرقا إلى مدن حلفا الجديدة، والفاو والقضارف وكسلا.

وحسب الشهود فإن مجموعة كبيرة من النازحين وصلت إلى مدن شندي، والمتمة، وعطبرة شمالي السودان.

ومؤخرا أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة ارتفاع عدد الفارين من العنف في شرق ولاية الجزيرة بوسط السودان، إلى ما يزيد على 119 ألف شخص.

وقالت المنظمة، في بيان، إن 23 ألفا و879 أسرة، بما يقارب 119 ألفا و395 شخصا نزحوا من شرق الجزيرة وأم القرى منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

محور دارفور

كما شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، الجمعة، وفق -مصادر عسكرية- مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأبلغت المصادر العسكرية أن قوات “الدعم السريع” ما زالت تحاصر مدينة الفاشر من عدة محاور من أجل إحكام السيطرة عليها.

ووفقا للمصادر العسكرية، فإن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني “يحلق بكثافة في سماء المدينة، لمنع توغل عناصر الدعم السريع إلى مقر الفرقة السادسة مشاة وسط المدينة”.

وتسعى قوات “الدعم السريع” للسيطرة على الفاشر لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.

حماية المدنيين

ومع تواصل العنف، قال رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عبدالله حمدوك، ليل الخميس، خلال حديثه في معهد (شاتام هاوس) بالعاصمة البريطانية لندن، إنه من المهم التفكير بشأن فرض حظر طيران ومناطق آمنة، والتشاور حول نشر قوات لحماية المدنيين في السودان.

وأوضح حمدوك قائلا “بحثنا مع أطراف إقليمية ودولية عدة (لم يفصح عنها) فكرة نشر قوات لحماية المدنيين في السودان”، مضيفا “السؤال هو كيف سيتم ذلك؟”.

ورأى حمدوك أن “فكرة نشر قوات في السودان ليست معزولة عن تجارب وصفها بالناجحة حول العالم لحماية المدنيين”.

رئيس الوزراء السابق قال إن القوى المدنية “تركز على ثلاث قضايا تتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، إضافة إلى وقف نار وإطلاق عملية سياسية”.

كما وجه حمدوك انتقادا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقال إننا “محبطون بشأن تقريره الأخير.. التقرير لا يلبي التطلعات والآمال المعلقة على الأمم المتحدة”.

حديث غوتيريش

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال، الإثنين الماضي. إن “الظروف ليست ملائمة لنشر ناجح لقوة تابعة للأمم المتحدة في السودان”.

وذكر غوتيريش في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي أن الأمانة العامة للأمم المتحدة “تقف على أهبة الاستعداد للتواصل مع مجلس الأمن. وجهات أخرى حول مجموعة من الوسائل التشغيلية التي يمكن أن تسهم في تقليص العنف وحماية المدنيين”.

وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم. يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع”.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان. بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى