تسريبات

الدعم السريع تفرج عن أسرى من الجيش


قامت قوات الدعم السريع بمبادرة من قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بإطلاق سراح عددا من أسرى القوات المسلحة، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة بين طرفي الصراع في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من مدن إقليم دارفور.

ومنذ بدء الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي، أسرت قوات الدّعم السريع أعدادا كبيرة من جنود وضباط الجيش كانوا استسلموا لقوات حميدتي خلال سيطرتهم على عدد من المراكز والمواقع العسكرية للجيش، مع إعلان أعداد كبيرة أخرى انضمامها إلى الدعم السريع بعدما تبين لها أن الجيش مخترق من الحركات الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها أحد الضباط بـ”السرطان المتغلغل في جسم الانسان”، واكتشفت أن الحرب التي أشعلها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان هدفها تمكين الجماعة من استلام الحكم مجددا مع بقائه في منصبه كرئيس لمجلس السيادة وقائد للجيش.

وبعدما أفرجت في يونيو الماضي عن 125 منهم كانت تحتجزهم في الخرطوم والفاشر بولاية شمال دارفور، عادت الملف إلى الواجهة مجددا.

فقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء، تسهيل إطلاق سراح عدد من أسرى الجيش كانوا محتجزين لدى قوات الدعم السريع.

ونقل موقع “سودان تربيون” عن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام قوله إنه “بطلب من طرفي الصراع في السودان لعبت اللجنة دور الوسيط المحايد في عملية إطلاق سراح 6 من محتجزي الجيش لدى الدعم السريع وتيسير نقلهم لولاية الجزيرة وسط السودان.

وأضاف أن قانون اللجنة الدولية للصليب الأحمر يمنع الحديث عن نوعية الذين أطلق سراحهم مضيفا أن الأهم في مثل هذه العمليات هو المساهمة في إعادة لم شمل الأسر وعودة المحتجزين إلى ذويهم.

وبدوره، أوضح قائد ميداني في قوات الدّعم السريع الأربعاء، أن قواتهم أفرجت أمس عما يزيد على العشرين من المدنيين كانوا محتجزين في شرق النيل وبحري علاوة على مدينة أم درمان، مضيفا أن المفرج عنهم جرى اعتقالهم خلال الفترة الماضية بتهم عديدة من بينها التعاون مع الاستخبارات العسكرية وكشف تحركات قوات الدّعم السريع للجيش السوداني.

وفي الأثناء، احتدم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الخرطوم وعدد من مدن إقليم دارفور، فقد نقلت تقارير إعلامية، عن شهود عيان، قولهم “إن الطيران الحربى نفذ عددا من الغارات على مواقع للدعم السريع في الكلالكلة جنوب الخرطوم”.

وسُمعت أصوات انفجارات وتبادل للقذائف بالأسلحة الثقيلة في جنوب العاصمة السودانية، بينما سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة في جنوب دارفور، مع ورود تقارير إضافية عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأجبرت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش عدة آلاف من العائلات على الفرار من بلدة كاس، إذ هرب ما يصل إلى 5000 أسرة إثر الاشتباكات الأخيرة، كان بعضها يعيش في مخيمات النازحين بحسب نظام تتبع تديره المنظمة الدولية للهجرة.

وأدانت قوات الدعم السريع التهديدات الأمنية، ومنع التغطية الإعلامية، والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون والعاملون في مجال الإعلام في عدد من الولايات.

وقالت، في بيان نشرته عبر صفحاتها على فيسبوك وتويتر إن “الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الموجودين في عدد من الولايات، خاصة الجزيرة والبحر الأحمر والقضارف يواجهون تهديدات مستمرة من أجهزة الاستخبارات وجهاز المخابرات العامة وحرمان ومنع من ممارسة دورهم الإعلامي في كشف الحقائق حول الأوضاع الانسانية بالغة التعقيد التي يعيشها المواطنين الذين نزحوا إلى تلك الولايات وعدم حصولهم على الخدمات الضرورية”.

 وأضاف البيان “تلقى عدد من الصحافيين تهديدات بالاعتقال والطرد وبعضهم إلى تهديدات بالتصفية الجسدية في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية  التي أكدت على أن حرية التعبير تمثل مرتكزاً أساسياً لجميع حقوق الإنسان”.

ولفت البيان إلى أن محاولة تكميم الأفواه التي تمارسها أذرع الانقلاب في الولايات وربط تنفيذ أي عمل صحافي وإعلامي بضرورة أخذ إذن مسبق من الناطق باسم ميليشيا البرهان المدعو نبيل عبدالله يشكل انحداراً خطيراً وانقلاباً على أهداف ومبادئ ثورة ديسمبر التي كان مطلب الحرية في طليعة شعاراتها”.

وشددت قوات الدعم السريع على أن “مصادرة حرية الصحافة ومنع الاعلاميين من ممارسة عملهم يضاف إلى التصرفات والأعمال الإجرامية التي تقوم بها العصابة الانقلابية المتطرفة في جميع أنحاء البلاد يؤكد وبشكل قاطع أن دولة المؤتمر الوطني المنبوذ عادت وبشكل صريح للسيطرة على كافة أوجه الحياة”.

وكانت نقابة الصحافيين السودانيين قد أصدرت عددا من البيانات بشأن الاعتداءات والتهديدات التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون السودانيون.

من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) عن قلقها إزاء التطورات الجديدة فى جنوب كردفان، وحثت البعثة، في بيان صحافي، جميع القوات المعنية على وقف العمليات العسكرية على الفور من أجل تهدئة الوضع، ومنع توسع الصراع، وندعوها إلى استئناف المفاوضات.

يأتي هذا بينما دخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها الرابع دون أي حل يلوح بالأفق رغم الضغوط التي تمارسها أطراف دولية وإقليمية. كما فشلت الهدن المعلن عنها بوقف العمليات الحربية المستمرة منذ أشهر.

وخلفت الاشتباكات الضارية بين الجيش والدعم السريع، آلاف القتلى والجرحى، ودفعت بالملايين للنزوح بعيدًا عن مناطق الصراع، وسط أكثر من 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار دون تهدئة حقيقية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان مقتضب الثلاثاء، إنّ أكثر من 200 ألف سوداني نزحوا داخليًا خلال الأسبوع الماضي، بسبب الاشتباكات.

وأشارت المنظمة إلى أنّ أكثر من 3.3 ملايين شخص نزحوا جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع.

وقدّرت المنظمة بأن عدد الأفراد النازحين داخليًا في جميع أنحاء السودان بلغ أكثر من مليونين و600 ألف شخص، إضافة إلى نزوح أكثر من 757 ألف شخص إلى البلدان المجاورة، مثل مصر، وليبيا، وتشاد، وإفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى