الجيش السوداني يشن هجوما في الخرطوم
شن الجيش السوداني قصفا مدفعيا وجويا في الخرطوم، اليوم الخميس، ما أعاد المواجهات للعاصمة السودانية لأول مرة منذ أشهر.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة رويترز، شن الجيش السوداني قصفا مدفعيا وجويا في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس في أكبر عملية منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023.
-
واشنطن تهدد الجيش السوداني والإخوان وسط تصاعد التوترات
-
اتهامات بالخيانة.. معركة الفاشر تضع الجيش السوداني على حافة التفكك
وقال الشهود إن قصفا عنيفا واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة. التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام. لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع “الأكثر كفاءة على الأرض” من أجزاء أخرى من العاصمة، بحسب رويترز.
فيما أكد مصدر عسكري لوكالة “فرانس برس”. أن الجيش السوداني يخوض “قتالا شرسا” مع قوات الدعم السريع داخل الخرطوم.
-
هل أغلق تصعيد الجيش السوداني الباب أمام فرص السلام؟
-
الدعم الخارجي يواصل تغذية تصعيد الجيش السوداني للصراع
وأوضح المصدر العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته “قواتنا تخوض قتالا شرسا داخل الخرطوم”، مشيرا إلى أن قوات الجيش عبرت جسرين رئيسيين فوق نهر النيل الفاصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش، وتلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وحققت قوات الدعم السريع تقدما في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص .ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.
-
تسليح الجيش السوداني من الخارج: رحلة الأسلحة وآثارها على الأزمة الإنسانية
-
مصادر تسليح الجيش السوداني: كيف تصل الأسلحة؟
وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى لحل الأزمة. فيما رفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.
وفي منتصف الشهر الجاري دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن طرفي الصراع في السودان، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي“، إلى العودة للانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب.
وأعرب طرفا الصراع عن انفتاحهما على الحلول السلمية. للحرب المستمرة في البلد الأفريقي منذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي.
-
الجيش السوداني في دائرة الاتهام: عرقلة تقديم المساعدات الإنسانية وسط النزاع المستمر
-
جريدة بريطانية: دلالات انضمام الجيش السوداني إلى تحالف روسيا-إيران: تحليل
وقال البرهان ردا على الدعوة الأمريكية إن حكومة بلاده تظل “منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة”.
وأضاف في بيان “نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيا للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة شعبنا ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار. وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة”.
-
الجيش السوداني يفاقم معاناة المدنيين بعرقلة المفاوضات وتعطيل وصول المساعدات
-
هل لجأ الجيش السوداني لدعم المعارضة التشادية و”تيغراي”؟
ولاحقا، حذا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حذوه، معبرا عن الموقف نفسه، إذ قال عبر منصة “إكس”: “نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار، إذ نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار. وليس في العنف العشوائي، وسنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين”.
أزمة إنسانية خانقة
ما زال المواطنون السودانيون يدفعون الثمن الأكبر نتيجة الحرب التي ألحقت أضرارا جسيمة بالمرافق الحيوية والبنى التحتية في العديد من الولايات.
فمنذ اندلاع النزاع اضطر ملايين الأشخاص إلى مغادرة البلاد. نصفهم من الأطفال، وفقا للتقارير الإنسانية.
الحرب لم تتوقف عند تدمير المباني والمرافق، بل أودت بحياة الآلاف من المدنيين.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون شخص، أي ما يفوق نصف عدد سكان السودان، باتوا بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني نحو 3.8 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية. ما يفاقم الأزمة الإنسانية.