أحداث

الجيش السوداني يبدأ تجهيز “المقاتلين”


أعلن الجيش السوداني، توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية بـ”استقبال وتجهيز المقاتلين”. بعد دعوة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للشباب وكل من يستطيع حمل السلاح بالانضمام للوحدات العسكرية.

وطالب الجيش في بيانه، بتوجه الشباب لأقرب قيادة أو وحدة عسكرية. لاستقبالهم وتجهيزهم عسكرياً، كما نشر صورا قال إنها لمجندين جدد.

وسبق أن دعا البرهان الشباب السوداني إلى التحرك لحمل السلاح “للدفاع عن الوطن”. حيث قال عشية الاحتفال بعيد الأضحى، إن “حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا. أطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع أن لا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية”.

وهذه هيّ المرة الثانية التي يدعو فيها الجيش السوداني إلى المشاركة في القتال. بعدما قرر في مايو الماضي، استدعاء الاحتياط من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة. إضافة إلى المتقاعدين.

وأثارت تلك الدعوات مخاوف واسعة من تصاعد المواجهة مع قوات الدعم السريع. في خضم اشتداد الاشتباكات بين الجانيين، مع دخول الحرب في العاصمة ومناطق في غرب البلاد أسبوعها الثاني عشر.

موقف الشباب

ومن الخرطوم، اعتبر الكاتب والباحث السياسي السوداني، ماهر أبو الجوخ أن الاستجابة لدعوة البرهان قائمة، لكن على المستوى العددي هي أقل بكثير من التقديرات والتوقعات بالنظر لعدد الذين خضعوا للتدريب العسكري خلال سنوات سابقة.

وأرجع أبو الجوخ موقف الشباب السودانيين إلى عدد من النقاط تشمل:

  • ضعف الاستجابة تظهره حتى الفيديوهات الدعائية بأعداد لا تتجاوز العشرات خاصة في الخرطوم، يرتبط بعدة عوامل أولها مغادرة أكثر من 90 بالمائة من سكان العاصمة لمنازلهم إما صوب الأقاليم، أو خارج البلاد.
  • الأمر الثاني هو اقتصار خطاب التعبئة نفسه على دعوة حرب بمخاطبة الغضب من تجاوزات الدعم السريع دون أن يقدم إجابات حول المستقبل. فيما يتصل بمستقبل الحكم الذي يطالب به السودانيين بحكم مدني ديمقراطي، وإبعاد عناصر حزب البشير المحلول من تصدر المشهد بعد نهاية الحرب.
  • تلك الدعوة أغفلت هذه الالتزامات المستقبلية لسبب بسيط في تقديري أن الجهات المقدمة لها فعليا لا تريد أي التزام حيال أي من هاتين القضيتين.
  • السبب الثالث هو تبني السودانيين منهجية دفاعية تجاه مجريات الحرب الحالية. بمعنى أن القادرين على حمل السلاح والراغبين. فيها سيتركز تفكيرهم على حماية أموالهم وأسرهم في مناطق وجودهم، ولن يختاروا انتقالهم لموقع الحرب الحالي في الخرطوم أو أي مكان آخر خارج نطاق وجودهم.

حماية المدنيين

أما المحلل السياسي السوداني، المثنى عبدالقادر الفحل. فيرى أن “الاستجابة مستمرة حتى الآن من قبل الشباب السوداني للانضمام إلى الجيش لمواجهة الدعم السريع”، مضيفًا أن:

  • انضمام الشباب للجيش بشكل مباشر يأتي عقب اكتشاف وجود أجانب يقاتلون في صفوف الدعم السريع بعد ظهور العشرات من الفيديوهات خلال القتال.
  • السبب الثاني للانضمام بسبب الانتهاكات التي حدثت من عناصر للدعم السريع، من بينها الاستيلاء على منازل وسيارات للمدنيين، وتوثيق بعض حالات الاغتصاب.
  • وأوضح الفحل أن هذه الدعوة هي الثانية من نوعها بعد دعوة البرهان للمحالين للتقاعد، وهو ما يشير بشكل واضح إلى أن الجيش يريد كل فئات المجتمع المشاركة حتى يتمكن من تلافى حدوث خسائر وسط سكان ولاية الخرطوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى