أحداث

الجيش السوداني في دائرة الاتهام: عرقلة تقديم المساعدات الإنسانية وسط النزاع المستمر

تورط الجيش السوداني في عرقلة تقديم المساعدات الإنسانية


تواجه القوات المسلحة السودانية اتهامات متزايدة بالتورط في عرقلة جهود الإغاثة الإنسانية في السودان، حيث أدت العمليات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

تشير مصادر مطلعة إلى أن الجيش السوداني اتخذ إجراءات لتقييد وصول المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان المدنيين في تلك المناطق. يعزو بعض المراقبين هذه التصرفات إلى محاولة الجيش استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط في النزاع المستمر، مما يجعل من الصعب على الوكالات الإغاثية أداء دورها بشكل فعال.

تضليل المانحين حول دور الجيش السوداني في حجب المساعدات

في هذا السياق، يواجه كبار موظفي برنامج الأغذية العالمي (WFP) في السودان اتهامات بتضليل المانحين بشأن دور الجيش السوداني في حجب المساعدات الإنسانية. تشير المصادر إلى أن بعض موظفي البرنامج، ومن بينهم نائب مدير WFP في السودان، خالد عثمان، قد قدموا معلومات مضللة للمانحين حول العقبات التي يفرضها الجيش على إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.

اتهامات ضد نائب مدير WFP في السودان

خالد عثمان، الذي يُتهم بشكل خاص بإخفاء معلومات حيوية عن المانحين، يُشتبه في أنه لعب دورًا محوريًا في التستر على رفض الجيش السوداني السماح لشاحنات المساعدات بدخول المناطق التي تعاني من المجاعة. علاوة على ذلك، معروف عن خالد عثمان، امتلاكه لعلاقات وثيقة مع شخصيات بارزة مثل علي كرتي، وبعض القادة العسكريين، مما يثير الشكوك حول دوافعه ويشير إلى احتمال استغلال نفوذه لتأمين مصالح معينة، مثل التأثير على منح التأشيرات وتصاريح السفر لموظفي WFP، مما قلل من قدرة البرنامج على مراقبة وتقييم تصرفات الجيش السوداني بشكل مستقل.

تصريحات الجيش السوداني حول تسهيل المساعدات الإنسانية

في مواجهة هذه الاتهامات، صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبدالله، بأن الجيش السوداني يبذل كل ما في وسعه لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين. وأكد أن أي تأخير أو عرقلة قد حدثت كانت غير مقصودة وتهدف إلى ضمان سلامة العاملين في المجال الإغاثي. ومع ذلك، يظل هذا التصريح محل شك في ظل الأدلة المتزايدة على تورط الجيش في عرقلة جهود الإغاثة.

تجنب وكالات الإغاثة إلقاء اللوم على الفصائل العسكرية

أمام هذه التحديات، تتجنب وكالات الإغاثة الدولية بشكل كبير توجيه اللوم علنًا لأي من الفصائل العسكرية المتصارعة في السودان، خوفًا من تعريض عملياتها لمزيد من التعقيدات أو منع وصولها إلى المناطق المتأثرة. هذا الخوف من الانتقام يعكس الطبيعة الحساسة للوضع الميداني، حيث قد يؤدي توجيه الاتهامات بشكل علني إلى زيادة التوترات وتعقيد عملية إيصال المساعدات إلى المدنيين المحتاجين.

تعقيد جهود الإغاثة بسبب احتجاز التصاريح

تواجه وكالات الإغاثة الدولية عقبات إدارية متزايدة تعرقل جهودها في السودان، أبرزها احتجاز الجيش السوداني لتصاريح السفر والتأشيرات اللازمة للعاملين في المجال الإنساني. هذه العقبات تعقد العمليات الإغاثية وتؤدي إلى تأخير إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا. في ظل هذه الظروف، يظل تحقيق برنامج الأغذية العالمي مستمرًا، مع تزايد الضغوط على المنظمة الدولية لضمان شفافية وفعالية عملياتها في السودان، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين دون عوائق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى