أحداث

الجيش السوداني تحت الانتقادات: اعتقال المئات تعسفياً خلال الشهرين الماضيين


أفادت مصادر سودانية حقوقية بأن الجيش السوداني والميليشيات التابعة له أقدموا على اعتقال المئات من المواطنين من مختلف الأعمار في مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد.

وبيّنت أن الاعتقالات جرت خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين، بمزاعم لا أساس قانوني لها، حيثُ يواجه المعتقلون ظروفًا قاسية وغير إنسانية في السجون والمعتقلات السرية.

وقال ناشطون إن مقاتلين مسلحين يداهمون المنازل ويلقون القبض على الشباب دون إبراز أمر تفتيش أو توقيف صادر من أي جهة قانونية بحقهم، كما يتم احتجاز واقتياد الكثير منهم من الشوارع.

وتحدثت المصادر عن تكثيف عناصر جهاز الأمن والمخابرات “المنحل” ومجموعات مسلحة تتبع للنظام “الإسلاموي” المعزول، في تنفيذ حملات ملاحقة واعتقال المواطنين، بمزاعم تأييدهم لــ”قوات الدعم السريع“، وتلفق لهم تهما بالتخابر والتعاون، دون الاستناد إلى أي مسوغات قانونية تؤكد شبهة تلك الاتهامات.

وأكدت مصادر أمنية وشرطية تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، صحة هذه الوقائع، مشيرة إلى امتلاء السجون ومقار المعتقلات السابقة بمئات المعتقلين من بينهم نساء وأطفالهن.

وذكرت أن من بين المواقع التي يتم فيها الاحتجاز والتحفظ غير القانوني سجن ودمدني المركزي، ومقر “السرايا” وهو أسوأ معتقل لجهاز الأمن بالمدينة في عهد نظام المخلوع، عمر البشير.

وأوضحت المصادر الأمنية أن غالبية الاعتقالات تتم عبر عناصر أمنية غير معروفة، نعرف أنهم يتبعون لكتائب الحركة الإسلامية التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني، مشيرة إلى أن الاعتقالات، التي تستهدف الشباب خصوصًا، تتم دون تنسيق أو أخطار لأجهزة تنفيذ القانون ممثلة في الشرطة والقوات الأمنية المختصة.

وشايات ملفقة

وقال مواطن مقيم في ودمدني إن كثيرا من المعتقلين لا علاقة لهم بقوات الدعم السريع ولم يتعاونوا أو يعملوا لصالحها، مضيفًا: “شهدنا توقيف واحتجاز عدد من أهالي ودمدني نتيجة “وشايات ملفقة” من بعض الأشخاص، وأن من يقومون بهذه الاعتقالات جهات غير معروفة لدينا.

وذكرت المصادر الحقوقية أنها وثقت قيام مجموعة من المسلحين تابعين للجيش السوداني باعتقال واختطاف العشرات من المدنيين في المدينة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، لا يزال مصير الكثير منهم غير معروف.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر رسمية أن الجيش السوداني يعتقل في مدينة ودمدني أكثر من 1500 مواطن بينهم أطفال ونساء وأطباء ومتطوعون، يواجهون شبح الموت نتيجة للتعذيب والجوع والعطش.

وذكرت أن الاعتقالات تتم بصورة تعسفية بحق المواطنين من الأحياء السكنية والأسواق، مما أدى إلى امتلاء السجون الكبرى في ودمدني والحصاحيصا والفاو بالمعتقلين.

جرائم فظيعة

وقالت عضو الهيئة القيادية لتحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)، فصيل من تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، لنا مهدي، إنه منذ دخول الجيش السوداني وميليشياته مدينة ودمدني في يناير/كانون الثاني الماضي، اقترفوا جرائم فظيعة، حيث قاموا بتصفية العشرات من المدنيين العزل.

وأضافت أن القطاع القانوني للقوى المدنية المتحدة “قمم” بحوزته حاليا مقاطع فيديو تثبت تورط الجيش السوداني في تلك الجرائم البشعة، وتم تسليم هذه التسجيلات كأدلة للجهات المعنية بحقوق الإنسان للتحقيق فيها.

وأشارت مهدي إلى أن عودة تلك الممارسات للواجهة هذه الأيام تعكس تصعيدا خطيرا في العنف والانتهاكات بحق المدنيين في البلاد، يضاف إلى سجل طويل من الفظائع التي ارتكبها الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب ضد “قوات الدعم السريع” في شهر أبريل/نيسان من عام 2023.

وقالت مهدي إن استهداف المدنيين بهذه الطريقة سواء بالقتل المباشر أو عبر الإعدامات الميدانية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر الاعتداء على غير المقاتلين، ويشدد على حمايتهم أثناء النزاعات.

وذكرت أن الكلمات التي كان يتفوه بها الجنود أثناء تصوير المقاطع البشعة لتصفية المدنيين، تشير إلى أن هذه سياسة انتقامية ضد أي شخص يُشتبه في تعاونه مع الطرف الآخر، وتؤكد على نهج متعمد من الترهيب والعقاب الجماعي.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، قوات “درع السودان” المتحالفة مع الجيش السوداني، بقيادة أبوعاقلة كيكل، بارتكاب جرائم حرب، وتعمّد استهداف المدنيين في هجوم شنته على بلدة ريفية بولاية الجزيرة.

كما وثق محامو الطوارئ “هيئة حقوقية” تسجيلات مصورة لانتهاكات وتصفيات عرقية بعمليات قتل وذبح وإحراق للقرى والممتلكات عقب استرداد الجيش لمدينة ودمدني في شهر كانون الثاني/يناير الماضي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى