البرهان يبحث دعم ليبيا بعد تغير ميزان القوى في السودان
مع دخول السودان الشهر التاسع من الحرب، أصبح الصراع في البلاد أكثر تعقيداً، في ظل تغيّر ميزان القوى لصالح قوات الدعم السريع، فيما طرق الجيش السوداني أبواب الليبيين بحثاً عن اصطفاف بجانبه.
وساهم التقدم الذي أحرزته قوات الدعم السريع في تفكك نظام القيادة والسيطرة للجيش السوداني، وهروب قادته من ساحات القتال واستسلام جنوده لقوات الدعم السريع، وهو أمر فرض على رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان القبول بالتفاوض خارج البلاد، والبحث عن “دعم سياسي” في دول الجوار، بعدما ارتسمت خريطة جديدة للمناطق التي يسيطر عليها الطرفان.
ووجّه البرهان البوصلة نحو ليبيا المجاورة، حين بعث رسالة أولى لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي المقيم في طرابلس، دون الكشف عن تفاصيلها، تلتها رسالة شفوية أخرى لرئيس حكومة “الوحدة الوطنية المؤقتة” الليبية عبدالحميد الدبيبة، عبر سفيره لدى ليبيا.
وأوضح بيان لحكومة الدبيبة أن السفير السوداني أشاد خلال اللقاء بجميع التسهيلات المقدمة للاجئين، مثل قبولهم في المدارس والجامعات الليبية، واستكمال إجراءاتهم القانونية من قبل مصلحة الجوازات.
وأضاف البيان أنه جرت خلال اللقاء مناقشة الأوضاع الحالية في السودان، والتأكيد على دور ليبيا الرسمي والشعبي من أجل تهدئة الأوضاع فيه، مشيراً إلى تأكيد الدبيبة على دعم الليبيين لأشقائهم السودانيين في ليبيا، وإصداره تعليمات لجميع المؤسسات الحكومية بتقديم التسهيلات اللازمة لجميع اللاجئين.
المحلل السياسي الليبي أسعد زهيو توقع أن يكون وراء التواصل السوداني مع طرابلس طلب التوسط في قضية الجنوح نحو التهدئة، إذ تُتهم بعض القوى من الأطراف الليبية بالانخراط في هذا الصراع، وأكد أنها ليست منخرطة في هذه الحرب كما يزعم البعض.
وأضاف زهيو، لـ”إرم نيوز”، أن البرهان يسعى عبر التنسيق مع ليبيا، كونها بوابة للتهريب نحو السودان، للتخفيف من حدة الصراع في بلاده.
وتحدث محللون باستمرار عن تكرار إمكانية سيناريو الانقسام الليبي في السودان، غير أن أستاذ العلاقات الدولية السوداني عمر دينج، المقيم في تركيا، استبعد مثل هذا الأمر بسبب تغيّر مسار الحرب بانهيار الجيش السوداني والتحاق عدد من الجنود والضباط بقوات الدعم السريع.
وأشار دينج، في تصريح لـ”إرم نيوز”، إلى ضبابية المشهد الآن، إلا أن حسم الصراع في السودان تفرضه عوامل جديدة في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على عدة مناطق. وكيفية قدرتها على تقديم نموذج حكم يوفر الخدمات ويرسي الاستقرار في تلك المواقع، وهي الآن تحاول العمل على ذلك.
يأتي ذلك في وقت تشكو بلدية الكفرة الليبية المجاورة للسودان من تزايد أعداد النازحين السودانيين .جراء الحرب الدائرة، في ظل محدودية الإمكانات. إذ ناشدت البلدية الجهات الحكومية لدعم البلدية من أجل مواجهة تداعيات الحرب.
وفي تصريحات لقناة “ليبيا الأحرار” المحلية، كشف الناطق باسم بلدية الكفرة عبد الله سليمان عن تداعيات الحرب في السودان على المدينة. باعتبارها حدودية تقع جنوب ليبيا وهي الأقرب بالنسبة لشمال السودان. مبديا توجسه من تداعيات الحرب في السودان وربما زيادة اللاجئين والنازحين باتجاه ليبيا؛ لأنه من باب الأخلاق والإنسانية دخولهم إلى الدول الأخرى.
وفيما يتعلق بالهواجس الأمنية، أوضح عبد الله سليمان أن “الحدود كبيرة ويصعب مراقبتها”. مبدياً مخاوفه من احتمال تسلل مخربين أو أعداء عبر الحدود.
وتتوقع السلطات وصول نحو 100 ألف نازح إلى الكفرة. وسط شكاوى من نقص الأسرّة والمستشفيات ومخزون الأدوية.