الإنكار لا يُقنع الداخل ولا الخارج: الجيش السوداني وشبهة الإخوان

أنكر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان صحة تقاير أكدت هيمنة الإسلاميين على صنع القرار. مشددا على أن قواته تخوض المعركة دون ارتهان لأي طرف، رغم أن الوقائع بما فيها التضارب في التصريحات .وتناقض المواقف المعلنة على صفحة القوات المسلحة السودانية، شكلت دليلا على تعدد مراكز القرار، ما عقد جهود إنهاء الصراع.
-
الجيش السوداني والإخوان يحاصرون قطاع الصحافة والإعلام: ما الجديد في هذا الصراع؟
-
مطالب بحل الجيش السوداني وملاحقة الإخوان… فضيحة جديدة تطال البرهان
وقال البرهان خلال كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء “لا أحد يوجهنا في هذه الحرب. ولن يملي علينا أحد شيئا”، مشددا على استقلالية “القرار العسكري في إدارة المعركة المستمرة ضد قوات الدعم السريع“.
وكشفت عدة تقارير دولية انخراط الإسلاميين في الحرب في السودان وهيمنة الإخوان على الجيش وتحويله إلى أداة لتنفيذ أجندتهم. فيما نفى البرهان مرارا اتهامات بأنه يعتمد على الموالين للرئيس المعزول عمر البشير الذين فقدوا مصداقيتهم.
وأقام التضارب في تصريحات البرهان والتناقض في مضامين منشورات الصفحة الرسمية التابعة للجيش السوداني بشأن الموقف من عدة مبادرات لوقف الحرب، الدليل على وجود مركزين للقرار.
-
واشنطن تهدد الجيش السوداني والإخوان وسط تصاعد التوترات
-
الجيش السوداني يتكبد خسائر فادحة.. هل الإخوان السبب؟
واتهم البرهان قوات الدعم السريع بارتكاتب جرائم بحق المدنيين في منطقة الصالحة جنوب العاصمة الخرطوم، معتبرا أنها “تنم عن كراهية للشعب السوداني”.
وحذّر مما أسماها بـ”حملات التضليل” التي تروج لفكرة أن الحرب تستهدف فئات أو أعراقاً بعينها، قائلا “حربنا ضد كل من يحمل السلاح ضد الدولة. وليست ضد أي قبيلة أو مكون اجتماعي”.
وأكد البرهان مضي القوات المسلحة في المعركة “حتى تحقيق النصر واستعادة الدولة”، معتبراً أن الوقت قد حان لإصلاح المنظومة الإدارية للدولة، داعيا إلى مراجعة شاملة لقوانين الخدمة المدنية. وأشار إلى أن “تعدد القوانين وتغيرها المستمر قد أضر بالدولة وأربك الأداء المؤسسي”.
وميدانيا اندلعت الاثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد. توقف على إثرها عدد من المطابخ الخيرية عن تقديم وجبات الطعام داخل المدينة.
وقالت “الفرقة السادسة مشاة” بالفاشر التابعة للجيش السوداني في بيان مقتضب. إن قواتها “تخوض معركة عنيفة في المدينة بثبات وشجاعة وتتقدم في جميع المحاور”.
من جانبها، قالت تنسيقية مقاومة الفاشر (لجنة شعبية). إن “معارك شرسة متواصلة تدور في مدينة الفاشر بالأسلحة الثقيلة والخفيفة”.
وأردفت في بيان “نأسف أن ننقل إليكم هذا الخبر الثقيل على قلوبنا جميعا. إذ أعلنت عدة تكايا (مطابخ خيرية) ومراكز لتقديم الوجبات في مدينة الفاشر توقفها عن العمل مؤقتاً إلى حين هدوء الأوضاع. نتيجة للواقع القاسي الذي تعيشه المدينة هذه الأيام”.
وأوضحت أنه “مع اشتداد القصف العنيف والمتعمد، أصبح تحضير وجبة ساخنة مخاطرة بحياة الطهاة والمتطوعين”.
َوتقدم “التكايا” بدعم خيري، وجبات الطعام لعشرات الآلاف من السكان والنازحين في الفاشر، جراء الحرب. ومنذ 10 مايو/أيار 2024. تشهد المنطقة اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وفي السياق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، عن نزوح أكثر من 406 آلاف شخص من مخيم زمزم للنازحين بالفاشر.
-
محاولة انقلاب فاشلة في الجيش السوداني.. ما علاقة الإخوان؟
-
كتائب «الإخوان» تقاتل إلى جانب الجيش السوداني
وقالت المنظمة في بيان “نزح حوالي 406.265 شخص، أي 81.252 أسرة خلال يومي 13 و14 أبريل/نيسان الجاري”.
وأشارت إلى أنها سجلت حتى الأحد، حركة نزوح من مخيم زمزم إلى 19 منطقة في ولايات شمال ووسط وشرق وجنوب دارفور.
وبعد هجوم على مخيم زمزم استمر عدة أيام، أعلنت قوات الدعم سيطرتها على مخيم زمزم في 13 أبريل/الجاري، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له. ما أدى إلى سقوط 400 قتيل ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.
-
الجيش السوداني يحول المعابر إلى أدوات ابتزاز سياسي
-
فوضى ونهب وقتل.. من يوقف معاناة المدنيين في السودان؟
ويخوض الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وحقق الأخير مكاسب ميدانية في الخرطوم. بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار الوزارات بمحيطه والمطار ومقار أمنية وعسكرية.
ولا تزال الدعم السريع تسيطر على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.
