تسريبات

الأزمة الإنسانية في السودان “على هامش” الأولويات العالمية


وصفت صحيفة الغارديان البريطانية، السودان بأنها الدولة العالقة في براثن صراع مدمر بين فصائلها العسكرية. والتي تجد نفسها مهملة على الساحة العالمية. حيث يتركز الاهتمام والمساعدات على الأزمات في أوكرانيا وغزة. 

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة. تصاعدت أعمال العنف التي اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم في نيسان/ أبريل الماضي إلى معركة استمرت ثمانية أشهر بين القوات المسلحة السودانية. وقوات الدعم السريع. ما أودى بحياة الآلاف وأدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة نزوح بشرية في العالم.

وأضاف التقرير، أنه يكمن نشأة الصراع في المشهد السياسي المضطرب الذي ظهر بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019. وعلى الرغم من الآمال الأولية في الإصلاح الديمقراطي. إلا أن الانقلاب اللاحق في عام 2021 أعاد البلاد إلى الفوضى .ما أدى إلى اشتعال التوترات بين الفصائل العسكرية.

وبالنسبة للسودانيين في الشتات، يمثل هذا الصراع تراجعا محبطا لبلد كان يطمح ذات يوم إلى التخلص من أغلال الدكتاتورية. وقد حول الناشطون والمنظمات حول العالم جهودهم من الدعوة إلى الديمقراطية إلى تقديم المساعدات الأساسية للمناطق المعزولة داخل السودان، وفق التقرير.

وتشير حصيلة الصراع إلى أن 12 ألف شخص قد فقدوا أرواحهم. إضافة الى نزوح سبعة ملايين شخص، ومع ذلك، فمن المرجح أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع بسبب تقييد وصول المراقبين المستقلين. 

نازحون سودانيون

عواقب وخيمة للصراع في السودان

وأوضح التقرير أن تأثير الحرب لم يدمر حياة البشر فحسب. بل دمر أيضًا البنية التحتية الحيوية في الخرطوم، حيث هُدمت الأحياء، وتضررت الجسور الحيوية. وشُوهت الأراضي نتيجة لويلات الصراع.

من جانبه، شدد بشاير أحمد، الرئيس التنفيذي لمنظمة “شبكة” البحثية ومقرها المملكة المتحدة، على العواقب الوخيمة لهذا الصراع، قائلاً: “إن البلاد مكسورة”. مشدداً على الحاجة الملحة للمساعدة والتدخل.

وبين أنه على الرغم من الأدلة المتزايدة على جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبها كلا الفصيلين، فقد تضاءلت المساعدات والاهتمام الدولي. حيث أدت الأزمات في غزة وأوكرانيا إلى انخفاض حاد في الدعم المقدم من الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية للسودان. 

ولفت التقرير إلى أنه في ظل تراجع الاهتمام الدولي. تبقى معاناة المدنيين السودانيين المحاصرين في مناطق النزاع واضحة. والنداء من أجل المساعدة والتدخل في أزمة السودان هو بمثابة تذكير صارخ بالتكلفة الإنسانية للصراعات التي غالباً ما تحجبها الأحداث العالمية الأكثر بروزاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى