اتهامات بالخيانة.. معركة الفاشر تضع الجيش السوداني على حافة التفكك
وضعت معركة الفاشر شمال دارفور وحدة الجيش السوداني على المحك. خصوصًا بعد اتهامات بالخيانة طالت ضباطًا كبارًا في قيادته بالفاشر، على خلفية القصف الجوي الخاطئ الذي نفذه الطيران الحربي على مقر الفرقة السادسة. ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجنود.
-
هل أغلق تصعيد الجيش السوداني الباب أمام فرص السلام؟
-
حميدتي ينتقد زيارة قائد الجيش السوداني إلى الصين
وبعد هذا القصف، تصاعدت التوترات داخل قيادة الجيش في الفاشر. وتطورت إلى اشتباكات وتصفية بعض الضباط بعد اتهامات بالتورط في تنفيذ الضربة الجوية على مقر الفرقة، كما فرّ قائد الاستخبارات في المدينة خوفًا من التصفية، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام محلية.
وحذَّر خبير عسكري من تداعيات “خطيرة” لأحداث الفاشر. مشيرًا إلى أنها قد تؤثر في وضع الجيش الميداني ووحدته إن. لم يتم تدارك الأوضاع ووقف الاتهامات المتعجلة بين أفراد الجيش.
-
الدعم الخارجي يواصل تغذية تصعيد الجيش السوداني للصراع
-
تسليح الجيش السوداني من الخارج: رحلة الأسلحة وآثارها على الأزمة الإنسانية
وأكد الخبير، الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الوضع الطبيعي في مثل هذه الحالات هو أن تقوم قيادة الجيش بفتح تحقيق سري وضبط الأمور. محذرًا من خطورة الاتهامات غير المستندة إلى أدلة.
ووصف ما يجري بـ”الفوضى”، مشيرًا إلى أن الحرب الحالية جعلت الأوضاع داخل الجيش تفتقر إلى الانضباط، مضيفًا أن الاتهامات بالخيانة ليست جديدة. بل تكررت في نيالا والدلنج أثناء احتدام المعارك في تلك المدن.
-
الجيش السوداني يواصل استلام الأسلحة من مصادر خارجية
-
نقل الأسلحة من الخارج: الجيش السوداني يتلقى دعماً عسكرياً متزايدا
وأضاف أن الوضع في الفاشر معقد؛ لأن الجيش ليس الطرف الوحيد المقاتل. إذ يشاركه في المعارك قوات الحركات المسلحة وميليشيات أخرى. وتختلف أهداف هذه الأطراف. ما يزيد احتمالات الشكوك فيما بينها، وليس مستبعدًا أن تنفجر المعركة بينهم إن لم يتم إخضاعهم لقيادة واحدة.
معارك ضارية
تشهد مدينة الفاشر شمال دارفور معارك ضارية منذ يوم الجمعة الماضي بين الجيش السوداني .وحلفائه من الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
-
مصادر تسليح الجيش السوداني: كيف تصل الأسلحة؟
-
الجيش السوداني في دائرة الاتهام: عرقلة تقديم المساعدات الإنسانية وسط النزاع المستمر
ويصف محللون هذه المعارك بأنها “كسر عظم”، إذ يسعى كل طرف للسيطرة على المدينة الإستراتيجية.
ويرى محللون وخبراء أن السيطرة على الفاشر. ستفتح الباب أمام الطرف المسيطر للتقدم نحو عمق معسكر الطرف الآخر، ما يزيد حدّة المعارك.
المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، يرى أن الجيش السوداني لا يبدو راغبًا في القتال. إذ انسحب من كل موقع هاجمته فيه قوات الدعم السريع. ومع ذلك، فإن الوضع في الفاشر مختلف، لأن هناك قوات أخرى تقاتل إلى جانب الجيش.
-
جريدة بريطانية: دلالات انضمام الجيش السوداني إلى تحالف روسيا-إيران: تحليل
-
الجيش السوداني يفاقم معاناة المدنيين بعرقلة المفاوضات وتعطيل وصول المساعدات
وقال جمعة إن قوات الجيش في الفرقة السادسة بالفاشر .والقوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة غير منسجمتين، ولا يوجد بينهما تنسيق مشترك في إدارة العمليات العسكرية.
وأضاف أن الجيش يعتمد على الميليشيات في القتال. وحينما تشتد الضغوط، ينسحب ويترك تلك القوات لتقاتل وحدها.
شماعة الخيانة
من جانبه، يرى الكاتب الصحفي والمحلل أبو عبيدة. برغوث أن الاتهامات بالخيانة داخل الجيش هي “شماعة” يستخدمها عناصر الإسلاميين لتبرير الهزائم التي يتعرض لها الجيش.
وأشار إلى أن عناصر النظام السابق بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير يسعون للعودة إلى السلطة بأي ثمن، ولا يبالون بتفكك الجيش.
وأضاف برغوث أن معركة الفاشر قد تؤدي إلى انقسام كبير داخل الجيش. نتيجة للدعاية التي يروج لها الإسلاميون.