تحقيقات

إلى أين يمضي السودان؟


بدأت رقعة الحرب في السودان بالاتساع من العاصمة الخرطوم إلى عدد من الولايات، إثر المواجهات بين القوات المسلحة والدعم السريع التي دخلت شهرها الخامس، وسط انسداد طرق الحل العاجل.

ويستمر الصراع رغم تحذيرات وكالات الإغاثة العالمية من سوء الوضع الإنساني ووضع الحرب الشعب السوداني في مربع انعدام الأمن الغذائي.

تمركز قوة

ووصلت المعارك إلى اثنتين من المدن الكبرى هما الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، والفولة، حاضرة ولاية غرب كردفان.

في الأثناء، ذكر مصدر عسكري بجنوب دارفور غربي البلاد، أن قوات الدعم السريع طوقت مقر الفرقة 16 التابعة للجيش في مدينة نيالا من كافة الاتجاهات، بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من أسبوع.

وقال المصدر إن “قوات الدعم السريع باتت تتمركز بالقرب من سور الفرقة 16 ومنزل والي جنوب دارفور، بعد أن دمرت دفاعات الجيش التي كانت عصية طوال الأسبوع الماضي”.

استقطاب حاد

ويحذر القيادي بالحرية والتغيير، المعز حضرة، من أن اتساع الحرب يؤدي إلى حرب أهلية، وقال: “أصبح هنالك استقطاب حاد من الجانبين بصورة قبلية وجهوية واثنية. هذا يهدد بتمزيق السودان”.

أضاف حضرة: “للأسف، حكومة الأمر الواقع الموجودة لا تحرك مكاناً أو تقوم بدور إيجابي لإيقاف الحرب العبثية”، على حد تعبيره.

وأضاف حضرة: “حتى خطاب البرهان الأخير يدعو لاستمرار الحرب، ما يؤكد أن العقلية التي تحكمنا ستُمزق السودان وتجعل الاصطفاف الحاد القبلي والاثني هو المسيطر على الموقف”.

ويأتي اتساع رقعة المواجهات غداة إعلان نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار خريطة طريق لإنهاء الأزمة تنطلق من وقف فوري للقتال، ودعوة الولايات المتحدة الأمريكية طرفي النزاع لوضع السلاح جانبا والجلوس إلى طاولة الحوار.

إجراءات مطلوبة

وقال القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، إن الوضع الحالي هو أخطر أمر يمكن أن يحدث للسودان، فلا أحد يستطيع التكهن بفظاعات محتملة وحروب طرفية وانتهاكات يمكن أن تترتب على الصراع.

وأضاف: “عندما يتوسع نطاق الحرب في السودان وينتقل إلى ثماني ولايات أخرى وجيوب في مدن كأم لباسة وحتى أم دخن غربي البلاد والفولة في غرب كردفان، هنا يزداد خطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية”.

وأوضح الصادق أنه ينبغي على المجتمع الدولي والقوى الإقليمية أن تتخذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال العدائية ابتداءً، وتجنب حدوث مزيد من التصعيد المتوقع الذي أشارت له تقارير دولية، ويتعين على الجهود المدنية تسخير جهودها لإنهاء النزاع وتحقيق السلام من أجل المستقبل المشرق والمزدهر للشعب السوداني، وإكمال خطواتهم التي بدأوها أفريقياً وعربياً وتتواصل في أديس أبابا لإكمال تكوين الجبهة المدنية.

مخطط تقسيم

ويرى المحلل السياسي صلاح باب الله، أن اتساع رقعة المعارك في السودان يعني مضي البلد نحو الاقتتال القبلي، لاسيما أن جل المعارك تنحصر في الأجزاء الغربية من السودان وهي على حدود دول تعاني وترزح تحت وطأة الحروب القبلية مثل ليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى،التي بلا شك تلقي بظلالها وتؤثر على السودان.

وقال باب الله إن اتساع رقعة المعارك من زاوية أخرى يعطي مؤشرات باتجاه السودان نحو التقسيم، وهي مخططات بدأت وأفضت إلى انفصال جنوب السودان.

وأضاف: “كان شرق السودان قد طرح في مؤتمر سنكات لنظارات البجا والعموديات المستقلة صراحة المطالبة بحق تقرير مصير الإقليم الذي عانى من الحرب في تسعينيات القرن الماضي، ولا يزال يشكو أهله التهميش”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى