إلى أين تتجه أزمة السودان؟
في ظل الصراع المسلح المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تضاعفت معاناة سكان العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بسبب النقص الحاد في الوقود الذي زادت أسعاره بصورة كبيرة ليصبح سعر جالون البنزين 35 ألف جنيه سوداني (58 دولارا) في السوق الموازية.
توقف محطات الوقود
وكشف تقرير لشبكة “رؤية” أنه بعد توقف جميع محطات الوقود في العاصمة السودانية عن الخدمة وتعرض معظمها للنهب والتخريب وسط الاشتباكات المستمرة؛ ما أدى إلى انتعاش السوق السوداء، وهذه القفزة الكبيرة في أسعار الوقود بعد أن كان سعر جالون البنزين (4.5 لتر) لا يتجاوز 3600 جنيه سوداني قبل اندلاع الصراع.
تداعيات صعبة
يقول الخبير الاقتصادي السوداني، هيثم فتحي، إن الحرب الدائرة بالسودان، وبخلاف التداعيات الإنسانية المباشرة والفادحة، لكنها أدت إلى إبطاء النمو الاقتصادي ورفع معدلات التضخم، وذلك بعد أن شهد الاقتصاد السوداني ارتفاعاً حاداً في مستويات المخاطر عموماً، وازدادت صعوبة المفاضلة بين السياسات الاقتصادية.
وأضاف: أن هناك توقفا للطاقة في السودان وهو ما تسبب في نقص محطات الوقود في العاصمة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، لافتا أن الظروف التي تمر بها الخرطوم لا تسمح بتزويد المحطات بالوقود “لذلك يتم تهريب الوقود بشقيه البنزين والغازولين من الولايات إلى العاصمة وبيعه في السوق السوداء”.
نهب وتخريب
وتابع: إن جميع محطات الوقود تعرضت للنهب والتخريب من قِبل مجموعات ترتدي زيا عسكريا، كما هو حال معظم محطات الوقود في الخرطوم.
ولفت أن معاناة مزدوجة بسبب القتال المستمر الذي يتسبب في انقطاع الكهرباء لساعات طويلة؛ ما دفع الناس إلى شراء مولدات احتياطية، ولكنهم باتوا الآن يعانون “الأمرين” للحصول ولو على جالون واحد لتشغيل المولد الكهربائي.
كانت وزارة الطاقة السودانية، توقفت عن إمداد الولايات المتاخمة للخرطوم بالوقود خاصة البنزين؛ خوفا من تهريبه إلى قوات الدعم السريع، وإن المصفاة كانت تنتج 100 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 40-45 في المئة من احتياجات البلاد من الوقود، وإن وزارة الطاقة كانت تستورد الكميات المتبقية لسد العجز.